كتشاف علمي يربط بين دماغ القطط ودماغ الإنسان ومرض الزهايمر
دراسات و أبحاث
كتشاف علمي يربط بين دماغ القطط ودماغ الإنسان ومرض الزهايمر
13 آب 2025 , 14:28 م

كشف فريق من علماء جامعة إدنبرة عن وجود تشابه مذهل بين الخرف الذي يصيب القطط المسنّة ومرض الزهايمر لدى البشر، وأظهرت الدراسة أن القطط يمكن أن تكون نموذجا طبيعيا قيّما لدراسة هذا المرض العصبي المعقّد، بما يمهّد الطريق لتطوير علاجات جديدة وفعّالة، وقد نُشرت نتائج البحث في مجلة European Journal of Neuroscience.

البروتين السام المشترك بين القطط والبشر

أفاد الباحثون أن دماغ القطط المصابة باضطرابات الذاكرة المرتبطة بالتقدم في العمر يحتوي على تراكمات من البروتين السام بيتا-أميلويد، وهو نفسه البروتين الذي يعدّ أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض الزهايمر عند البشر. والأمر اللافت أن هذه التراكمات تم العثور عليها داخل السيناپسات، وهي الوصلات الدقيقة التي تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية، والتي تعتبر ضرورية لعمليات الذاكرة والتفكير.

أعراض الخرف لدى القطط المسنّة

كما هو الحال عند الإنسان، تعاني القطط الكبيرة في السن من أعراض الخرف، مثل تغيّر السلوك، وكثرة المواء، ونسيان أماكن الطعام، واضطرابات النوم، وخلال الدراسة فحص العلماء أدمغة 25 قطة نافقة، بعضها أظهر علامات واضحة على الإصابة بالخرف، وباستخدام تقنيات المجهر المتقدّمة، لاحظوا نشاطًا ملحوظًا في خلايا الدماغ الداعمة مثل الخلايا النجمية (Astrocytes) والخلايا الدبقية الصغيرة (Microglia)، والتي كانت تعمل على "إزالة" السيناپسات المتضررة في عملية تُعرف بـ التقليم السيناپسي، وعلى الرغم من أن هذه العملية ضرورية لنمو الدماغ في الظروف الطبيعية، إلا أنها قد تسهم في تفاقم فقدان الروابط العصبية أثناء الخرف.

القطط كنموذج طبيعي لدراسة الزهايمر

على مدى عقود، اعتمدت أبحاث الزهايمر بشكل أساسي على الفئران المعدلة وراثيا، والتي لا تصاب بالخرف بشكل طبيعي، أما القطط فتطور هذه التغيرات الدماغية بشكل طبيعي مع التقدّم في العمر، مما يمنح العلماء فرصة فريدة لدراسة المرض بصورة أقرب إلى الواقع البشري.

آفاق مستقبلية لعلاج المرض

يرى الخبراء أن هذا الاكتشاف لا يقتصر على تحسين فهم الخرف عند القطط فحسب، بل قد يمهّد الطريق لاستراتيجيات جديدة في علاج مرض الزهايمر لدى البشر، نظرًا للتشابه البيولوجي الكبير بين الحالتين، ويأمل الباحثون أن يسهم هذا النوع من الأبحاث في تطوير أدوية أكثر فاعلية لإبطاء أو إيقاف تدهور القدرات المعرفية الناتجة عن المرض.

المصدر: European Journal of Neuroscience