فقرة إخترت لكم/ المقاومة الثقافية. نتنياهو
مقالات
فقرة إخترت لكم/ المقاومة الثقافية. نتنياهو" ...يكافىء عملاءه العرب والمسلمين بإسرائيل الكبرى!
عدنان علامه
15 آب 2025 , 05:22 ص


    د. نسيب دقيق جدًا في تحليله والذي يعبر عن بصيرة ثاقبة في الأمور. فاستنتج بأن "نتنياهو" سيضم جزءً من تركيا الى مشروعه التوراتي وكذلك السعودية التي تغطي الحروب ضد حركات المقاومة خاصة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق فهي بالمعطى السياسي تعمل من خلال "إسرائيل الكبرى" وان بقيت جزئياً خارج جغرافيا "إسرائيل الكبرى".

لطفًا تابعوا المقال الشيق 

عدنان علامه /عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين 

على مشارف الذكرى الثانية لإبادة غزة والذكرى السنوية لإغتيال "السيد الشهيد" وإسقاط سوريا ونتيجة للضربات القاسية والزلزالية التي أصابت محور المقاومة في ساحاته الميدانية ،أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" تحقيق مهمته الدينية _وفق "إلهه التلمودي" ولادة "اسرائيل الكبرى" التي تكاد ان تتحٌق على مستوى الجغرافيا، بعدما تحققّت سياسياً ،اذا استطاع نتنياهو وعملاؤه من الأنظمة وعلماء الدين من القضاء على ما تبقى من مقاومين في غزة ولبنان والعراق واليمن ،لأن "اسرائيل الكبرى" وفق ما أعلنه" نتنياهو" (فلسطين_لبنان_سوريا_الأردن_العراق_مصر_تركيا_السعودية( قد تحقّقت سياسياً، دون الحاجة، لإحتلالها ،جغرافياً ،فسوريا سقطت سياسياً وجغرافياً وصار القرار السياسي والأمني بيد اسرائيل وحليفتها تركيا بإشراف أميركي وتمويل الدول العربية التي تعمل خادماً للمشروع الإسرائيلي_الأميركي والأردن ساقطٌ سياسياً وأمنياً منذ عقود وسقط لبنان سياسياً وأمنياً وتم تنصيب "سلطة سياسية " تنفذ الأوامر الأميركة ،بعد الضربات التي تلقتها المقاومة ولم يتبق في لبنان إلا "الطائفة المقاومة" وبعض الوطنيين الشرفاء من كل الطوائف ،أما العراق ،فنصفه قد سقط سياسياً وجغرافياً، فالأكراد محميّة أميركية_إسرائيلية والأكثرية السنية مع التطبيع والسلام مع اسرائيل ولم يبق في العراق سوى "الشيعة" وحشدهم الشعبي وبعض الوطنيين المحاصرين ، ضد "إسرائيل الكبرى" و مصر،فهي رائد التطبيع والسلام مع إسرائيل ،منذ اتفاقية"كامب ديفيد" ودخلت في مشروع "إسرائيل الكبرى" وتركيا "أردوغان" فهي ضمن "إسرائيل الكبرى" ومن الشركاء في تنفيذه من خلال تدخله المباشر ومن خلال "الإخوان المسلمين" الذين كانوا الطرف الأساس في الربيع العربي الذي أنهك الأمة وشتتها ولا يزال ولم يدعم "حماس" بما يستطيع،ومع ذلك سيضم" نتنياهو" جزء من تركيا الى مشروعه التوراتي وكذلك السعودية التي تغطي الحروب ضد حركات المقاومة خاصة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق فهي بالمعطى السياسي تعمل من خلال "إسرائيل الكبرى" وان بقيت جزئياً خارج جغرافيا "إسرائيل الكبرى".

اعتمد التحالف الأميركي_استراتيجة القتل المتدرّج والإحتلال التسلسلي ،فإستعان ببعض العرب بالمسلمين، لقتل المقاومين الذين يواجهون المشروع الأميركي_الإسرائيلي لتجنيب أميركا وإسرائيل الخسائر البشرية والمادية او تقليلها ولتقصير المدة الزمنية المطلوبة ، لإنجاز هذا المشروع وتنفيذه بشكل خيالي لا يمكن تصديقه وفهم أحداثه التي تتسارع وتجري خارج السياق الذي حكم قواعد الصراع العربي_الإسرائيلي، منذ إحتلال فلسطين عام 1948 بما يشبه حرب حزيران 1967 التي احتلت فيها إسرائيل سيناء والضفة الغربية والجولان ،بأيام معدودة وبعدما إستخدم التحالف الأميركي_الإسرائيلي ، الملوك والرؤساء والأمراء وانظمتهم ومؤسساتهم الدينية وإستعان بهم لإعدام المقاومين من جميع المذاهب، سواء كانوا سنّة أو شيعة أو علمانيين، بدأ المرحلة الثانية"أنثى العنكبوت" ووفق السنن التاريخية التي تثبت أن المحتلين لا يحترمون عملاءهم ويتخلصون منهم لعدم ثقتهم بهم ،فمن خان اهله ودينه وقومه وعشيرته، لا يمكن الوثوق به، ليكون شريكاً او حليفاً او صديقاً، لأنه في دائرة النذالة والحقارة والخيانة وهذا ما فعلته اسرائيل مع عملائها في لبنان وفلسطين وما فعلته أميركا وبريطانيا مع عملائهم في فيتنام وافغانستان والعراق وهذا ماسيفعلونه مع هذه الأنظمة العميلة بعدما نفّذت المهام المُوكلة اليها وأدّت وظيفتها وهي لا تمتلك القوة للدفاع عن نفسها ،فهي أنظمة ضعيفة تعتمد على الحماية الأميركية ،للبقاء ولا يحتاج إسقاطها لجهدٍ كبير ،فهو أسهل بكثير من القضاء على المقاومة في غزة أو المقاومة في لبنان او العراق او اليمن!

لا زالت المقاومة اللبنانية تشكّل الحاجز الأساسي والمتراس الأول وخندق المواجهة الرئيسية لمنع ولادة "إسرائيل الكبرى" والشرق الأوسط الأميركي "سياسياً وجغرافياً ولا يزال الوقت متاحاً، أمام العرب المتآمرين، للعودة عن خطأهم وجريمتهم ،بحصار المقاومين وليبادروا ،لرفع الحصار والتحالف مع المقاومة،لحماية أنظمتهم وشعوبهم ومصالحهم وليس لحفظ المقاومة !

سيزداد الضغط الأميركي_ الإسرائيلي والعربي على المقاومة في لبنان وسيستمر النظام السياسي اللبناني الذي عيّنته أميركا بأداء مهمته ووظيفته في مشروع "إسرائيل الكبرى" والذي بدأه بقرار نزع سلاح المقاومة ولا وقت للمقاومة ،للمناورة او الإستيعاب او التأخر في الرد وعليها المبادرة لإنتفاضة شعبية وطنية ،لإسقاط "السلطة السياسية " التي تقود التطبيع والسلام مع إسرائيل سواء كرها او طواعية .

لا يزال الوقت متاحاً، لقتل "جنين إسرائيل الكبرى" إّذا استيقظ العرب وتحالفوا مع المقاومين او توقّفوا عن حصارهم وقتالهم ...

د. نسيب حطيط

أستاذ جامعي

المصدر: موقع إضاءات الإخباري