تمكّن العلماء من تحديد اضطراب نفسي جديد أطلقوا عليه اسم "سولاستالجيا"، وهو حالة عاطفية تجمع بين الحزن والقلق العميقين الناتجين عن فقدان البيئة المألوفة نتيجة التغيرات البيئية، حتى وإن كان الشخص لا يزال يعيش في موطنه الأصلي.
- معنى المصطلح وأصوله اللغوية
اشتُق مصطلح سولاستالجيا (Solastalgia) من كلمتي "مواساة" (Solace) و"حنين" (Nostalgia)، ويصف الألم النفسي الناتج عن تدمير أو تدهور البيئة المحلية للشخص، سواء بفعل النشاط البشري أو الكوارث البيئية الممتدة. وعلى عكس مجرد الحنين للماضي، فإن هذا الاضطراب يمثل إحساسا مستمرا بالفقد والخسارة العاطفية.
- أمثلة على المسببات البيئية للسولاستالجيا
يظهر هذا الاضطراب في مواقف مثل:
ابتلاع الغابات بالمناجم أو إزالة الأشجار.
تدمير حدائق عامة محبوبة بسبب مشاريع إنشائية.
تعرض الأراضي الزراعية لجفاف شديد ومطوّل.
وبخلاف الكوارث المفاجئة كحرائق الغابات، فإن التغيرات البيئية المزمنة مثل تدهور الأراضي على مدى سنوات، غالبا ما تؤدي إلى أعراض نفسية أشد وتزيد الشعور بالعجز.
- دراسات حول تأثير السولاستالجيا على الصحة النفسية
كشف باحثون من جامعة زيورخ لأول مرة العلاقة المباشرة بين السولاستالجيا والصحة النفسية، وقدموا أساليب عملية لدعم المتضررين، وتشير الدراسات في الولايات المتحدة إلى أن كل زيادة في مستويات السولاستالجيا ترفع خطر التعرض للضغط النفسي بنسبة 26%.
- الأكثر عرضة للإصابة بالسولاستالجيا
يعد المزارعون والشعوب الأصلية الأكثر تأثرا، إذ لا يؤدي تدمير الطبيعة إلى تغيير المشهد الطبيعي فحسب، بل يمس أيضًا الهوية الثقافية والانتماء للمكان، ومع تفاقم التحضر وتغير المناخ، يزداد تشخيص هذا الاضطراب من قبل الأطباء النفسيين، مما يبرز الحاجة الملحّة إلى برامج دعم ومساندة نفسية مخصصة للفئات المتضررة.