شهد العالم الطبي تطورا غير مسبوق، إذ أصبح الذكاء الاصطناعي قادرا على تحديد موعد الولادة بدقة عالية باستخدام صور الموجات فوق الصوتية القياسية فقط، وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل دراسة أجرتها شركة Ultrasound AI بالتعاون مع علماء من جامعة كنتاكي، وأظهرت النتائج أن التقنية الجديدة لا تعمل على زيادة دقة التنبؤ فحسب، بل تتعلم باستمرار لتحسين أدائها مع مرور الوقت.
الذكاء الاصطناعي وتحديد مواعيد الولادة
تظل الولادات المبكرة أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال حديثي الولادة عالميا، وقد شكّل التنبؤ بها تحديا طبيا كبيرا، بينما تعتمد الطرق التقليدية على عدة عوامل، بما في ذلك التاريخ الطبي للأم والقياسات السريرية وخبرة الطبيب، توفر تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة توقعات دقيقة باستخدام صور الموجات فوق الصوتية فقط، مما يجعلها أداة فعّالة عالميا حتى في المناطق ذات الموارد الطبية المحدودة.
تحسين نتائج الحمل باستخدام الموجات فوق الصوتية
شملت الدراسة تحليل أكثر من مليوني صورة موجات فوق صوتية مأخوذة من نساء ولدن خلال الفترة من 2017 إلى 2021، وأثبت الباحثون، بقيادة الدكتور جون م. أوبراين والدكتور جاريت ك. لام، أن الذكاء الاصطناعي لا يحقق دقة عالية فحسب، بل يتحسن باستمرار؛ إذ ارتفع مؤشر R²، الذي يعكس دقة التنبؤ، من 0.48 إلى 0.72 بعد عدة تكرارات للنموذج، بينما وصلت دقة التنبؤ بالولادات الطارئة إلى 0.95، وهو معدل متميز جدًا.
المزايا الأساسية للنظام الجديد
واحدة من أهم ميزات هذا النظام هي استقلاليته عن البيانات الإضافية، بخلاف الطرق التقليدية، لا يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى معلومات عن عوامل الخطر أو التاريخ الطبي، بل يعتمد فقط على صور الموجات فوق الصوتية، مما يجعله موضوعيا وسهل الاستخدام، كما يجمع النظام بين التعلم الموجه وغير الموجه، ليتمكن من التكيف مع بيانات جديدة وتحسين دقته مع كل دراسة إضافية.
مواجهة الولادات المبكرة بالذكاء الاصطناعي
أكد الدكتور أوبراين أن هذه التقنية تمثل خطوة مهمة في مكافحة الولادات المبكرة، إذ يستطيع الذكاء الاصطناعي "رؤية" الرحم وتحديد موعد ولادة الطفل بدقة، هذا يفتح آفاقًا جديدة لمنع المضاعفات وتحسين صحة الأمهات والأطفال حول العالم.
آفاق تطبيق التكنولوجيا في الرعاية الصحية العالمية
يمكن لتطبيق هذه التقنية أن يحدث ثورة في الممارسة التوليدية، إذ لا يتطلب النظام أي معدات إضافية أو إجراءات معقدة، ويعمل ضمن الفحص الروتيني القياسي، ما يجعله قابلاً للتوسع بسهولة، خصوصا في الدول منخفضة الدخل، حيث تظل الولادات المبكرة مشكلة حادة.