أعلن علماء من معهد المشكلات الطبية الحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية عن اكتشاف علمي جديد قد يُحدث نقلة نوعية في مجال الطب الفضائي وصحة الإنسان على الأرض، فقد تبين أن ببتيدا يُعرف باسم "MOTS-c"، والذي أُطلق عليه لقب "هرمون الحركة"، قادر على حماية العضلات من الضمور الناتج عن قلة النشاط البدني أو انعدام الجاذبية.
ما هو هرمون الحركة (MOTS-c)؟
يفقد رواد الفضاء ما يصل إلى 20% من كتلة عضلاتهم خلال أسبوعين فقط في بيئة منعدمة الجاذبية، وهو ما ينعكس سلبا على القوة والتحمل، ولا تقتصر هذه المشكلة على رواد الفضاء، بل تمتد لتشمل:
المرضى طريحي الفراش لفترات طويلة.
كبار السن الذين يعانون من قلة النشاط البدني.
حتى الأصحاء الذين يتعرضون لانخفاض مفاجئ في الحركة.
ويُفرز هذا الببتيد بشكل طبيعي من الميتوكوندريا – وهي بمثابة محطات توليد الطاقة في الخلايا – أثناء ممارسة النشاط البدني، لكن عند غياب الحركة يتوقف إفرازه، مما يؤدي إلى:
ضعف العضلات.
انخفاض كفاءة الميتوكوندريا.
تحول الألياف العضلية البطيئة (المسؤولة عن التحمل) إلى ألياف سريعة أقل كفاءة في الاستمرارية.
التجارب على الفئران: نتائج مبشرة
أجرى العلماء سلسلة من التجارب على مجموعات من الفئران وُضعت في ظروف محاكاة لانعدام الجاذبية:
المجموعة الأولى: بقيت في ظروف طبيعية.
المجموعة الثانية: وُضعت في ظروف انعدام الجاذبية دون علاج.
المجموعة الثالثة: تعرضت لنفس الظروف مع حقنها بـ MOTS-c.
النتائج بعد أسبوع واحد:
الفئران غير المعالجة فقدت ما بين 30% و35% من أليافها العضلية البطيئة.
الفئران التي تلقت "هرمون الحركة" فقدت فقط 15% إلى 20%، مع حفاظها على مستوى تحمل طبيعي وقوة عضلية أفضل بكثير.
آفاق مستقبلية: من الفضاء إلى المستشفيات
يرى الخبراء أن هذا الاكتشاف لا يقتصر على الفضاء، بل يمتد إلى الأرض ليستفيد منه:
رواد الفضاء في الرحلات الطويلة إلى القمر أو المريخ.
المرضى طريحو الفراش لفترات طويلة.
كبار السن المعرضون لفقدان الكتلة العضلية.
الأشخاص الذين يعانون من نمط حياة خامل.
لكن العلماء شددوا على ضرورة إجراء تجارب سريرية واسعة على البشر لتقييم الفعالية والأمان على المدى الطويل.
تحذيرات مهمة
أوضح الباحثون أن ما يقرب من 70% من العلاجات التي تثبت نجاحها على الحيوانات لا تحقق النتائج نفسها لدى البشر، مما يعني أن الطريق ما زال طويلاً قبل اعتماد "هرمون الحركة" كعلاج معتمد ضد ضمور العضلات.
ومع ذلك، يمثل هذا الاكتشاف خطوة رائدة نحو تطوير حلول مبتكرة لمشكلات فقدان الكتلة العضلية، سواء في الفضاء أو على الأرض.
يكشف اكتشاف "MOTS-c" أو هرمون الحركة عن بعد جديد في فهم كيفية حماية العضلات من الضمور في ظل غياب النشاط البدني أو انعدام الجاذبية، وإذا أثبتت التجارب السريرية نجاحه، فقد يكون هذا الهرمون المفتاح لحماية صحة رواد الفضاء، ودعم المرضى وكبار السن، وفتح الباب أمام علاجات ثورية في مجال طب الفضاء والطب البشري على حد سواء.