كتبت صمود أبو رشيد.. وانتصرنا لأنفسنا بفوز بايدن
مقالات
كتبت صمود أبو رشيد.. وانتصرنا لأنفسنا بفوز بايدن
صمود ابو ارشيد
12 تشرين الثاني 2020 , 06:38 ص
هكذا يبدو المشهد العام داخل حدودنا العربية في كل دورة انتخابية أمريكية، مزيجٌ من التناقضات، كثيرٌ من العواطف وقليلٌ من العقلانيّة، فلا أذكر أننا تمنّينا إعادة إنتاج ذات الرئيس في فرصته الثانية، نعلم


هكذا يبدو المشهد العام داخل حدودنا العربية في كل دورة انتخابية أمريكية، مزيجٌ من التناقضات، كثيرٌ من العواطف وقليلٌ من العقلانيّة، فلا أذكر أننا تمنّينا إعادة إنتاج ذات الرئيس في فرصته الثانية، نعلم جميعاً أنّ أمريكا هي الشّيطان الأكبر وأنّها لن تبدّل ثوبها بتغيّر رئيسها لتسقط بعدها عقلانيّتنا مع سقوط أول ورقة اقتراع في ولاية "ديكسفيل"  الحدودية.. 
في الوهلة الأولى نظنّ أنّ القادم أجمل لتعاد الكرّة كسابقاتها وتعاد لنا مسلسلات أميريكا المعهودة، مايحدث هنا هو أنّنا ننتصر انتصاراً وهميّاً كنشوة الانتقام، بغياب هذا الرّئيس عن دور البطولة، فأسباب انتصارنا الحقيقي غير مطروحة، بعدَ أن وقّعنا عقوداً لامنتهية الصّلاحيّة مع دولة عظمى أسميناها عن سبق إصرار بعد أن قرّرنا الضّعف والتّفكّك وعلقنا بمعاهدات رسم الحدود، هكذا في كل مرّة نحلم ونتأمّل بلا وعي ثمّ نصحوا من معركتنا الدونتتشوكية.. 
اميريكا لن تتغير سياساتها بتغيّرٍ جمهوري أو ديمقراطي فرأس الحيّة سامٌّ وسيبقى مالم نقطعه..
فلا انتظار ولاتعويل ولا رهان ولا ترقّب، الوضوح التام هو استراتيجيّة أميريكا وسياساتها النّمطيّة المتكرّرة بأنّ اسرائيل على رأس أولويّاتها وهذا مابدأ به جو بايدن لتسويق نفسه في دعاياته الانتخابية بأن تعهّد بالابقاء على سفارته في القدس المحتلة، وقد تلقّى دعماً كثيفاً من المجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي،كما أنّ أبرز الدّاعمين للحملة الانتخابيّة هم من أثرياء أميريكا اليهود، عوضاً عن مانسبته 75٪من أصوات اليهود الاًميريكيين لصالح بايدن وفق استطلاعٍ للرأي بتوجّهٍ مختلف عن يهود الدّاخل الفلسطيني  الذين يؤيدون ترامب فمشكلة يهود أميريكا تتعلّق بسياساته الدّاخلية .. 
جو بايدن صهيوني حتى النّخاع فمع أنّه يَعِدُ بإعادة المفاوضات وحل الدّولتين إلّا أنّ سجلّه حافل بتأييد اسرائيل بدءاً من تصريحاتٍ قديمة له عندما كان في مجلس الشيوخ الأمريكي عام1986، انتهاءً برابط نسب ومصاهرة فزوجة ابنه يهوديّة وكذلك زوج ابنته، ويذكر أنه زار غولدامائير سنة1973 وقال أنّها غيّرت حياته، وقد نشأ في بيئة تغذّى فيها على حبّ اسرائيل ليست جملة واحدةً من أبيه ولكنّها كافية لتبقى عالقة في ذهنه ونهجه بأن قال له"ليس من الضروري أن تكون يهودياً لتكون صهيونيّاً"..
بايدن ليس ترامب لكنّه أيضاً صديق لنتنياهو منذ 40 عاماً..
فإن كان ترامب أو بايدن لافرق فهُم وجهان لعملةٍ واحدة.
كذلك هذا العالم البائس لن يتغيّر ، تحكمهُ لغةُ القوة ، فلن يقود النصر لاعقي أحذية رعاة البقر ، الأمل فقط بمن مازال يمسكُ بقضيّتنا المركزيّة كالقابض على الجمر ، ليلهم كنهارهم ، لم تته بنادقهم، ولم تنحرف بوصلتهم ، قليلي الكلام ، لكنهم إن قالوا فعلوا ، ويشهد لهم العدو قبل  الصديق ....
فلنلتفت لداخلنا ونوحّد كلمتنا لا أن نجري وراء السّراب ، وأن نجتمع على الحق كي لا يشعّبنا الباطل ، وأن الحلم الكبير لا يتحقق إلا عندما يتشبّث أصحاب المبادئ بالصبر والكفاح..

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري