يعد الشعر جزءا أساسيا من هوية الإنسان الشخصية، لذا فإن فقدانه أثناء علاج السرطان يمثل تجربة صعبة ومثيرة للقلق، إلا أن ظهور تغيرات في الشعر، مثل ما يعرف بـ"كيرلي كيمو"، قد يكون علامة إيجابية على فعالية العلاج الكيميائي ، ويؤكد خبراء الجلدية أن الشعر غالبا ما ينمو مرة أخرى بعد انتهاء العلاج.
كيف يتغير الشعر بعد العلاج الكيميائي؟
أوضح ديسموند توبين، عالم الجلدية في معهد تشارلز بجامعة كوليدج دبلن، أن العلاج الكيميائي يمكن أن يغير شكل بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تغيّر مؤقت في ملمس ومظهر الشعر بعد العلاج، في معظم الحالات ينمو الشعر مرة أخرى بشكل مشابه لما كان عليه قبل العلاج، لكن في المراحل الأولى من التعافي قد يظهر الشعر بشكل مختلف، وأكثر شيوعا ظهور تجاعيد "كيرلي كيمو"، عادة ما يعود الشعر إلى شكله الأصلي خلال حوالي عام.
أساسيات نمو الشعر الطبيعي
لفهم سبب ظهور "كيرلي كيمو"، يجب أولا معرفة كيفية نمو الشعر.
الشعر عبارة عن ألياف طويلة من خلايا الجلد الميتة، تتكون أساسا من بروتين الكيراتين.
كل شعرة تنتجها بصيلة شعر تعمل كـ"مصنع معقد" يحتوي على أنواع مختلفة من الخلايا، وتمر دورة نمو الشعر بثلاث مراحل: النمو، الراحة، والتساقط
يولد الإنسان بكل بصيلات الشعر التي سيحصل عليها، لكن العوامل الوراثية، التغذية، والتغيرات الهرمونية تؤثر باستمرار على مظهر الشعر.
تأثير شكل البصيلات على ملمس الشعر
شكل البصيلة يحدد طبيعة وملمس الشعرة:
البصيلات الدائرية تنتج شعرًا مستقيما.
البصيلات البيضاوية المسطحة تنتج شعرا مجعدا.
البصيلات بين الشكلين تعطي موجات أو تجاعيد خفيفة.
كيف يؤثر العلاج الكيميائي على الشعر؟
تستهدف أدوية العلاج الكيميائي الخلايا سريعة الانقسام، مثل بصيلات الشعر التي تحتوي على خلايا جذعية ضرورية لنمو الشعر، هذا يجعل البصيلات عرضة للتلف، مما يؤدي إلى توقف دورة نمو الشعر أو انتقالها إلى مرحلة الخمول، بعد العلاج تبدأ الخلايا الجذعية في البصيلات بالتعافي، ويعود الشعر للنمو تدريجيا، لكنه قد يظهر بشكل مختلف قليلاً من حيث الشكل أو السماكة.
كما أن تأثير العلاج الكيميائي على أجهزة الجسم الأخرى، مثل الجهاز الغدد الصماء، قد يغيّر مؤقتا إنتاج صبغات الشعر، ما يؤدي إلى تغير اللون.
التعافي والنصائح للمرضى
على الرغم من صعوبة التنبؤ بكيفية استجابة الشعر بعد العلاج الكيميائي، إلا أن معظم الحالات تعود إلى طبيعتها مع مرور الوقت، مع استمرار الجسم في معالجة بقايا الدواء، ينصح الخبراء بتجنب أي علاجات قد تؤذي الشعر الجديد مثل الصبغ أو الفرد المباشر، والحفاظ على تغذية جيدة وتدفق دم سليم لتعزيز نمو الشعر واستعادته بشكل صحي.