الإصابة بفيروس كورونا يسرع شيخوخة الأوعية الدموية ويزيد خطر أمراض القلب
دراسات و أبحاث
الإصابة بفيروس كورونا يسرع شيخوخة الأوعية الدموية ويزيد خطر أمراض القلب
18 آب 2025 , 14:58 م

كشفت دراسة نُشرت في المجلة الأوروبية للقلب (European Heart Journal) أن الإصابة بفيروس كورونا (COVID-19) قد تؤدي إلى تسريع عملية شيخوخة الأوعية الدموية بما يعادل نحو خمس سنوات، وخاصة لدى النساء، وأوضحت النتائج أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس – حتى في الحالات الخفيفة – يعانون من تيبّس الشرايين أكثر من غير المصابين، مما يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية.

آلية تأثير كورونا على الأوعية الدموية

قالت البروفيسورة روزا ماريا برونو من جامعة باريس سيتِه في فرنسا إن الفيروس يرتبط بمستقبلات خاصة تُعرف بإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين 2 (ACE2) الموجودة على بطانة الأوعية الدموية، مما يتيح له الدخول إلى الخلايا والتسبب بخلل وظيفي يسرّع شيخوخة الأوعية، وأضافت أن الاستجابة المناعية والالتهابية للجسم قد تلعب دورا إضافيا في زيادة الضرر.

وأشارت برونو إلى أن النساء قد يكنّ أكثر عرضة لهذا التأثير بسبب قوة جهاز المناعة لديهن، إذ إن الاستجابة المناعية السريعة والقوية تحمي من العدوى لكنها قد تسبب أذى إضافيا للأوعية بعد الإصابة.

تفاصيل الدراسة والنتائج

شملت الدراسة 2,390 مشاركا من 16 دولة، بينهم مرضى لم يصابوا بكوفيد-19 وآخرون أصيبوا بدرجات متفاوتة، سواء خفيفة، أو استدعت دخول المستشفى، أو العناية المركزة.

بعد قياس سرعة موجة النبض بين الشريان السباتي والفخذي (Carotid-femoral PWV)، وهو مؤشر رئيسي على صلابة الشرايين، وُجد أن المصابين بكورونا لديهم شرايين أكثر تيبّسا مقارنة بغير المصابين.

النساء أظهرن زيادة أكبر من الرجال في معدلات التيبّس.

الزيادة في سرعة النبض لدى النساء المصابات بكوفيد-19 تراوحت بين 0.55 م/ث في الحالات الخفيفة، و0.60 م/ث لدى المنوّمات بالمستشفى، وصولا إلى 1.09 م/ث لدى من احتجن العناية المركزة.

ارتفاع بمقدار 0.5 م/ث يُعتبر سريريا معادلا لتقدم العمر بنحو خمس سنوات وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 3% لدى النساء في سن الستين.

كما لاحظ الباحثون أن اللقاحات خففت من تأثير تيبّس الشرايين، حيث كانت أوعية المطعّمين أكثر مرونة مقارنة بغير المطعّمين. وعلى المدى الطويل، أظهرت البيانات أن شيخوخة الأوعية الناتجة عن كوفيد تميل إلى الاستقرار أو التحسن الطفيف.

مضاعفات كوفيد الطويل الأمد وعلاجات محتملة

أظهرت الدراسة أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض كوفيد طويل الأمد مثل ضيق التنفس والإرهاق لديهم معدلات أعلى من تيبّس الشرايين، وأكدت برونو أن شيخوخة الأوعية يمكن قياسها بسهولة ومعالجتها بطرق متاحة، مثل:

تغيير نمط الحياة (النظام الغذائي، النشاط البدني).

أدوية خفض ضغط الدم والكوليسترول.

المراقبة المبكرة للأشخاص المعرضين للخطر لتجنب السكتات والنوبات القلبية.

تعليق الخبراء

في افتتاحية مرافقة، أوضح الدكتور بهنود بیکدلي من كلية الطب بجامعة هارفارد أن التهديد الحاد لجائحة كورونا قد تراجع، لكن ظهرت مشكلة جديدة تُعرف باسم متلازمة ما بعد كوفيد، والتي تصيب ما يصل إلى 40% من المتعافين. وأكد أن نتائج الدراسة، المعروفة باسم CARTESIAN Study، تثبت أن الفيروس سرّع شيخوخة الشرايين، خصوصا لدى النساء، ما يثير تساؤلات حول إمكانية إيجاد طرق علاجية وقائية لتقليل المخاطر في المستقبل.

المصدر: الجمعية الأوروبية لأمراض القلب