عبد الحميد كناكري خوجة: بحر المداد..يصوغ مجد البلاد.
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: بحر المداد..يصوغ مجد البلاد.


” مدادالبيان لنهضة الأوطان ولرفعة الإنسان "

حين تتضخم الأمواج الداكنة القادمة من غرب الغياب، وتتمدد ظلالها حتى تكاد تبتلع المشرق والمغرب، ندرك أن الخطر لم يعد على وطن أو قطر، بل على الإنسانية برمتها. هناك طوفان رمزي يزحف، يحمل معه ايديولوجية مسمومة تلبس العدم ثوب التقدم، وتغطي الإستعمار برقعة الحرية، لكنه في الحقيقة مشروع إستحواذ كوني يهدد ميزان الحضارات و الوجود ذاته. فالحذر ثم الحذر ثم الحذر من ذلك التيار الذي إن استسلم له سيغمر الأرض بالخراب كما تغمر السيول اليابسة. إنه ورم سرطاني أصاب جزء من جسد بلاد الشام وبدأ يستشري...

”حين يتحول الحرف إلى هدف، والكلمة إلى كاشف، فلنعلم أن المقال تجاوز الحبر...إلى النبض. مدادي هنا ليس حبرا جامدا، بل دمعة فكرية تسيل على خد الأمة، وصوت صارخ في برية الغفلة. لاأساير في الباطل، ولاأساوم في الحق؛ بين منابر الإعلام تروني من الأعلام أيها السادة الكرام، أجمع بين صرامة التحليل وسماحة التأصيل أجعل من البيان لامعا بتارا ومن البرهان درعا ومن المجاز مطرقة توقظ الغافلين. سأبقى ضميرا متصلا لاضميرا غائب. جارا للحق لا مجرورا للباطل، همزة وصل بين الفكر والجماهير الشريفة، لاهمزة فصل عن وجدان الأمة. صوتي مرفوع بالحق لامنصوبا على موائد الركوع والإنبطاح، ولامجزوما بالصمت، وكلامي مبني على الوعي لامعربا بالرياء. وفكري فاعل مرفوع لا مفعولا به في سوق المواقف.

فليعلم الجميع علم اليقين إن أخطر مايواجه أمتنا اليوم ليس رصاص ودبابات العدو بل سطوة الكلمة المسمومة وصوت الأبواق المأجورة. فالثقافة جدار منيع يحمي الوعي. وإن إخترقه تطبيعهم الناعم والإنبهار الزائف.

لايجب أن تنهار الحصون قبل أن تطلق الطلقة الأولى. ومن هنا أدعو إلى يقظة فكرية، توازن بين حرارة البيان وبرودة البرهان، وتجمع بين أصالة شعوبنا وصلابة جيوشنا، ومحور الخير الذي لا يلين ضد محور الإحتلال والتوسع والهيمنة والإستكبار والشر المبين،

”أقلام الأحرار..لتطهير الديار من عملاء محتل غدار"

إن الأمة لاتنهض إذا تسللت إليها ديدان العمالة وغرس الموساد أنيابه السامة في خاصرتها كأنياب تنين الكومودو، هنا يصبح رفع مؤشر العمليات الأمنية واجبا، وتطهير المجتمع من الخونة ضرورة لاخيار. والوطن لايبنى بالحياد أمام الجواسيس بل بالقبض على السم في جحوره قبل أن يتسرب إلى دمائنا. ومن بين عواصم الحكمة التي أشرقت أنوارها في زمن العتمة، كانت هناك مدينتان حملتا مشعل العزة في وجه الطغيان؛ إحداهما من ضفاف الفارسية العريقة مهد العلم والعلماء و الأخرى الهندوكية الرقيقة لتعلنا معا أن الشعوب والجيوش حين تتآخى وتصطف، تصنع معادلة تردع العدوان وتبطل السحر بسحر أقوى... تحية تقدير وتوقير إلى من جعل من الإباء ميثاقا ومن الاتحاد سراجا. وهناك ليس مديحا عابرا بل تعريفا أصيلا, قل لو كان البحر مدادا، لكتبت الأمواج على شواطئ العواصم الحكيمة وحدتها ولأشرقت الرياح بقناديل البيان على وجوه الغادرين، ولصاحت الجماهير الشقيقة من ضفاف الفارسية وحتى تخوم الهندوكية مع المقاومات الأبية. تحية أما أنا فلا أقول سوى؛ إن السجال مستمر والمعركة لم تنته والرموز التي غادرت أجسادها مازالت حية في الاوعي الجمعي ومن لم يفهم شيفرة هذا النص، فليقرأه من جديد بعين القلب لا بعين الرقابة..........

تحية تقدير للحارس الجنوبي الأزلي على ضفاف الأرز بلد الفن والجمال...تحية للجبل الشامخ أبو العرب ولخنجره اليماني الأصيل المرصع بالشهامة و الرجولة والبسالة والصدق تحية لمن يردون الأذى عن عراقنا العظيم وأبناؤه والواقفين بوجه المخطط التفتيتي المبهوم بأصابع العلم الأزرق والابيض الطامع بتوسيع رقعته الجغرافية بأياديه الأخطبوطية...

تحية إلى حسام الشام المسلول الذي سيضرب أعناق من توغلوا وتعلوا في جنوب بلد الأبجدية الأولى... سلامي لكل أشاوس المقاومة المحقة العادلة الشرعية القانونية المطالبة بالتحرر والإستقلال والمدافعة عن الشرف والكرامة...أولئك الأشاوس المشفرين في أفئدتنا... قل لو كان البحر مدادا، لما كفى عن كتابة حقائق الأرض، ولا لملأ محاريب الظلم صفحات الجور، قل لو كان البحر مدادا لصاغت الأمواج المجد على شواطئ الأبطال ولتراقصت الرياح كلمات البيان ولتوهجت الأقلام كالشهب في سماء الغفلة. قل لو كان البحر مدادا لما عجز المداد عن وصف تضحيات الشرفاء ولا عن رسم حدود العزة ولا عن سطر أسماء من رووا أرضهم بدمائهم الذكية. وفي كل موجة مداد صرخة حرة وفي كل لؤلؤة كلمة صادقة وفي كل قطرة بحر دليل أن الحق سيبقى سيعلو ولن يعلى عليه، وأن الأمة حين تتلاحم وتتراحم وعلى المحبة والخير واعطاء تتزاحم تصبح الجبال مجرد رمال تحت أقدامها...

ستبقى كلماتي كرصاص فكري مغلفة بالبلاغة، طلقات في معركة الوعي...نعم شرف لي أن أبقى المفكر المقاوم العابر للجغرافيا، السليل للبلاغة الفولاذية والناقر لجمجمة الغفلة بنصل المجاز النازف...

حفظا للشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الذكية أرض الجزائر، ليبيا اليمن لبنان سورية مصر طيران وفلسطين ولما أرض صرعت محتلا غاصبا..

”وحدة المكلومين...من غزة إلى كل ميادين العزة."

غزة ليست جرحا في خاصرة العرب، بل هي القلب النابض لأمتنا كلها.. هي اختبار الدم والكرامة واليقين...وهناك حيث الأطفال يرفعون الحجارة وحيث الأمهات العظيمات يحتضن الأشلاء، يكتب الشعب الفلسطيني أعظم ملحمة تتحدى جبروت أعتى أنواع السلاح بأموال من بعض الأشد كفرا ونفاقا..فلتتحد جيوشنا و شعوبنا وتوجه البوصلة صوب مسرى الإسراء والمعراج وكنيسة القيامة مهد نبي ورسول السلام و الإنسانية...فلتتوحد البنادق..لا أن تضيع في متاهات الطائفية أو تنشغل بمعارك داخلية صنعتها حركات راديكالية تكفيرية دموية ارهابية مجرمة فبركت في معامل دولة استعمارية منذ الوعد المشؤوم..كي تمزق جسد الأمة العربية والإسلامية الواحد...

” ختام اللسان... على وقع الأمانة والبرهان "

يشرفني الكتابة تحت سقف الجبهة الناعمة ، فلتكن أقلامنا معاول هدم لجدران الباطل، وراياتنا صرخات ضد العملاء، وثقافتنا صارم بتار متصديا للقتلة الفجرة المحتلين الأشرار. وسيبقى بحر المداد يصوغ مجد البلاد...إلى أن تتحرر الأرض المقدسة وتنهض أمتنا من جديد....نحن عشاق السلام والحب والوئام، والأمن والأمان للعالم أجمع و للإنسانية...

مفكر محلل سياسي وإعلامي سابق في الغربة 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري