”بسم الواحد العزيز الجبار أولا، وبإسم المقاومة العادلة"
إذا دكت المستشفيات دكا..وتهاوت المآذن،
فإن غزة ترفع راية العزة وتعلن أن الدم الطاهر لايقصف ولايهزم.
واذا منعت المواعين وحوصرت الأرغفة وجفت المياه،
فإن غزة تخرج خبزا من الرماد، وماء من الصبر، وعزيمة من الجوع المميت.
واذا روعت الأطفال وذبح الحلم عند أسوار المخيمات،
فإن غزة تنجب أجيالا من نور ونار يحفظون العهد ويورثون الوعد.
واذا استهدفت الملاجئ و المستوصفات وتجمعات النازحين وخيم الصحفيين،
فإن غزة تقول للغاصب( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).
وإذا وحوش النازية في حلته الجديدة حشرت،
فإن دماء الشهداء تصير بشارة ونبوءة أن أيام الإستيطان المصطنع إلى زوال.
وإذا اهتزت قلوب المستوطنين خوفا ورعدا،
فإنهم يقرأون في وجوه أشباح المقاومة تاريخ فنائهم وسطر نهايتهم،
واذا تكالبت قوى الباطل على خنق غزة،
فإن عاصمة الزعفران والعلم والعلماء والتاريخ والحضارة التي لاتنحني للريح ولاتبدل البوصلة، ولا تبيع المبدأ بالذهب الأسود ولا الأبيض. تعلن لأمة المليارين:
( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
ومعها شعوبا وأحرارا لم يخنعوا ولم يركعوا.
واذا تدفقت المليارات في أنهار لاتسقى بها أرض عطشى وإذا جرت الترليونات في مجار لاتزرع سنبلة ولا تشبع بطون خاوي ولا تسمن ولا تغن من جوع،
وإنها لتصب في خزائن الطاغوت الأكبر ثم تساق إلى الفاشية والنازية الجديدة لتغذي شرايين ماكينة القتل والدم والبارود.
لكن التاريخ يشهد أن المال الأسود، وإن سال كالفيضان لايغسل عارا ولايطيل عمر باطل.
واذا سأل الناس: متى النصر؟
فإن غزة تجيب ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا).
وإذا ارتقى شهيد من بين الأطلال والركام،
فإنه يكتب بدمه وصية: أن الأرض لاتحرر إلا بالدماء الزكية، وأن القاطع الامع البتار أصدق أنباء من كل معاهدات هزيلة.
واذا صحف المنبطحون نشرت،
فإن غزة تنذرهم: أن العار لايغسل، وأن التاريخ لايرحم، وأن الأمة إذا استفاقت صارت كالسيل الجارف لايقف أمامه جدار.
واذا إلتقت الشعوب والجيوش يوما،
فإن البوصلة ستشير إلى الأرض المباركة: السبعة وعشرون ألف كيلو متر مربع، لاتزيد ولاتنقص...
فتطهر من الرجس، وتعاد إلى حضن الأمة وتزول الغمة. (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)
وأما أنهار الذهب التي تدفقت من خزائن العجل الأكبر تمويلا مشابها لغسيل الأموال فقد تحولت من نقود إلى وقود يشعل آلات القتل والإجرام، التمويل الذي يرقص على دماء غزة وأشلاء أطفالها ونسائها وشيوخها...
”لك الله ياغزة الشرف والصمود والشهامة والعزة"
والنصر قادم لامحالة.
مفكر، محلل سياسي وإعلامي سابق في الغربة.