حين ينفلت العدو من عقال الإنسانية، يتحول إلى وحش نازي جديد، يزرع الموت في الهواء كما في الأرض، يحول المشافي إلى مقابر، والمدارس إلى أطلال، وبيوت الأطفال إلى أفران حديثة تعيد إلى الذاكرة غستابو القرن الحادي والعشرين.
” فلسفة الإبادة "
يمارس الترويع والتنكيل كطقوس يومية، ينهش الجسد الفلسطيني بالحصار والتجويع، ويقطع الأوصال كمن يجز حدائق الدم، في مشهد لاتبرره سوى ميتافيزيقية العنصرية.
” أنهار الكراسي المرصعة تغذي نار الجحيم "
تتدفق أنهار الذهب من خزائن ”العجل الأكبر" تغدق على حكومة الشيطان الأكبر و بدوره للشيطان النازي الأصغر. أرقام فلكية من عوائد طقوس تحولت إلى وقود يشعل ماكينة الإجرام من خلال تحويلا خفيا يرقص على دماء غزة وأشلاء أطفالها.بينما تتسابق بعض العروش المرصعة في إمداده وقطعان مستوطينه باللحوم والفاكهة والخضرة الطازجة حتى أن بعض حكام دول منددة تخفي تحت الطاولة دعما رصاصيا.
”جينالوجيا التواطؤ"
إنها ميتافيزيقية الخيانة و جينالوجيا التواطؤ، حيث يضحك المنافقون في السر، ويشمت الشامتون في العلن، وكأن دماء الأطفال لاتحرك فيهم سايكلوجيا الضمير.
”سبعون ألف شهيد"
بلغ عدد الشهداء السبعين ألف روح طاهرة، ومعهم آلاف الجرحى والمعوقين ، وقصفت المشافي والمستوصفات وتجمعات النازحين، فيما المنافقون يتفرجون ومنهم الشامتون المستهزئون.
”الميتافيزيقية السماوية للنصر"
لكننا نؤمن بقوله تعالى: ( ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) آل عمران 139
"مشروع ومخطط إستعماري خبيث"
إن دماء الشهداء تصوغ وعد النصر، وتذكر أن حركات ومليشيات المد الإرهابي التكفيري ليست سوى صناعة إستعمارية، أدوات بيد الشيطان الأكبر لضرب وحدة الأمة.
” راية الصمود "
ومع ذلك لاتزال منارتا الشرق, قبلة الفارس والدرع تتلألآن من لاهور إلى طهران، تشعان نورا يربك عتمة الطغيان.
” سيف الوحدة أم مقصلة الخضوع "
فالمطلوب اليوم: وحدة الصف، نبذ الأحقاد، وتطهير الأرض من الخونة وباعة الضمائر، والمعادلة صارخة كالسيف:
”إما توحد وصمود...وإما تشتت وخضوع"
ياأمة المليارين ، ياأحرار العالم...إن غزة اليوم ليست جغرافيا محاصرة، بل إمتحان وجود وصرخة ضمير، ونداء دم يحلق في الآفاق: إما أن تكونوا على قدر الشهادة فتسطعوا بالنصر والظفر، وإما أن تركنوا إلى الصمت، فيبتلعكم العار.
مفكر محلل سياسي وإعلامي سابق في الغربة