✍️ بقلم: الإعلامية اليمنية بدور الديلمي
في جنازة مهيبة لم يشهد لها اليمن مثيلًا منذ سنوات، شيّعت صنعاء رئيس الحكومة اليمنية ورفقائه، وسط حضور جماهيري هائل حوّل التشييع إلى استفتاء شعبي على الصمود والوحدة. لم يكن المشهد مجرد وداع لشهداء، بل لوحة متكاملة حملت رسائل سياسية وعسكرية ودينية، لتؤكد أن اليمن حاضر بقوة في قلب المعركة الكبرى للأمة.
رسائل الداخل: وحدة وتلاحم
الجنازة التي عمّت شوارع صنعاء أظهرت أن دماء القادة لم تزرع الخوف، بل عمّقت الإصرار الشعبي. ارتفعت الأصوات والهتافات لتقول: "اليمن لا يُكسر"، في دلالة على وحدة الصف الوطني والتفاف الشعب حول مشروع المقاومة. المشهد أثبت أن الشعب اليمني يزداد قوةً كلما ارتقى قادته شهداء.
الرسالة الدينية: المولد النبوي كمصدر قوة
التشييع تزامن مع أجواء المولد النبوي الشريف، حيث خرجت الجماهير تحتفل بميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ما أضفى على الحدث بعدًا روحيًا عميقًا. بدا وكأن اليمن يعلن أن معركته ليست سياسية فحسب، بل إيمانية تستمد شرعيتها من حب النبي والاقتداء بمسيرته في مواجهة قوى الظلم والاستكبار.
رسائل البحر: الضربات البحرية على السفن المعادية
بالتوازي مع مشهد التشييع والاحتفال الديني، تواصلت الضربات اليمنية على السفن التابعة للعدو في البحر الأحمر، لتقول للعالم إن دماء القادة لن تضيع هدرًا. الضربات لم تكن مجرد رد عسكري، بل جزء من معركة استراتيجية هدفها تأمين السيادة الوطنية وإرباك العدو الإسرائيلي والأمريكي في أهم الممرات المائية الدولية.
الرسالة الإقليمية: اليمن في قلب المعركة
من خلال هذه الثلاثية (التشييع – المولد – الضربات البحرية)، أكد اليمن أنه جزء لا يتجزأ من محور المقاومة، وأن معركته متصلة بمعركة فلسطين ولبنان. كانت الرسالة واضحة: دماء الشهداء في صنعاء تتكامل مع دماء الشهداء في غزة وجنوب لبنان، في جبهة واحدة ضد عدو واحد.
الرسالة الدولية: حضور لا يمكن تجاهله
لم يعد بإمكان المجتمع الدولي أن يغض الطرف عن اليمن. فالمشهد المهيب للتشييع، مقترنًا بالضربات النوعية في البحر، أرسل رسالة قوية بأن اليمن ليس هامشيًا، بل فاعل أساسي في معادلة الإقليم. لقد أجبر اليمن العالم على إعادة حساباته، وأثبت أن إرادة الشعوب لا تُهزم مهما عظمت التضحيات.
---
الخلاصة
ما بين وداع القادة الشهداء، وضربات البحر المزلزلة، والاحتفال بالمولد النبوي الشريف، رسم اليمن لوحةً جامعةً للثبات والإيمان والمقاومة. إنها رسائل كتبت بدماء وأهازيج وتكبيرات، لتؤكد أن هذا الشعب العظيم ماضٍ في مسيرته حتى تحقيق التحرر والسيادة الكاملة، وأن كل تضحياته ليست إلا جسورًا تعبر به إلى النصر.
✍️ الإعلامية اليمنية بدور الديلمي