*أين أنت يا فرويد*
يبدو أن جنون ترامب تخطّى كل مقاييس العقل والمنطق .. وتجاوز باستبداده الهستيري ما فعله كل مجانين السلطة الذين تحدث عنهم التاريخ .. ووقّعوا أسماءهم بالدم والنار على صفحاته فكانوا رمزاً للظلم والقهر والشذوذ والسلوك المرضي .. ونهاياتهم كانت متشابهة..!!لأنهم بسلوكهم المريض يدمرون كل من حولهم وبالتالي يدمرون أنفسهم، وينشرون الرعب والخراب والموت بقراراتهم المجنونة ، وغالباً ما يتسبب ظلمهم بقتلهم على أيدي شعوبهم الثائرة .. ومن أشهر الحكّام المرضى بالجنون عبر الزمن ، كاليغولا روما، ونيرون، تشارلز السادس ملك فرنسا..هنري السادس ملك إنجلترا ، إيفان الرهيب قيصر روسيا ، والسلطان ابراهيم العثماني ، وغيرهم العديد من الشخصيات المرعبة التي تحكّمت بمصائر شعوبها وأرتكبت الجرائم الوحشية ..وصولاً إلى النرجسيين ومن لديهم عقدة العظمة والتفوق
كنابليون وهتلر و و و .. ولكن ترامب كما يبدو سيتفوق عليهم بشخصيته السايكوباتية العجيبة..فهو مزيج من مجموعة من الإضطرابات النفسية يمكن أن نضعها تحت عنوان الشخصية السايكوباتية المصابة بالإعتلال النفسي، وهي عادة شخصية معادية للمجتمع ،ميّالة لإنتهاك القوانين ، لا روادع أخلاقية لديها .. هستيرية السلوك ، تتسِّم بالإحساس المتطرّف بالعظمة ، وعشق الذات ، ورؤية النفس ككائن متفوق عن الآخرين ، وبالغرور المفرط،وتضخيم الإنجازات وما تقوم به من أعمال بشكل غير واقعي ، ولا يخضع للمنطق ، وهذه الشخصية تعاني من الإضطراب السلوكي والنفسي ، لذا نجد أنها لا تراعي مصالح من هم في محيطها ، وتتجاهل حقوق الآخرين ، ولا تعلٌق عاطفي لديها ،فهي لا تشعر بالذنب أو بالندم، غير متعاطفة ، شخصية متلاعبة ومخادعة تبيح لنفسها الكذب والنفاق كي تحقق أهدافها وتحصل على مكاسب شخصية، مصالحها فوق كل شيء ، عديمة المشاعر والإحساس بالآخر ، عاجزة عن الحب وعن العطاء ،سلوكها غير مسؤول .. عدائية ، تفتقد للإحساس بمآسي وأحزان محيطها .. يحكمها التهور والإندفاع ، دون مراعاة للعواقب ، ولنتائج أفعالها وقراراتها ، إستعراضية، تحاول أن تكون محّط أنظار الناس ..
وبحكم اهتمامي بعلم النفس ودراستي للدعم النفسي وعملي في هذا المجال لسنوات فقد لاحظت أنّ صفات الشخصية السايكوباتية ، بارزة بقوة في شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، إضافة لمجموعة من الأضطرابات النفسيةلديه مثل البارانويا ، والنرجسية، وتضخٌم الأنا العليا ..!!
والنرجسية هي جزء أساسي في شخصية (السايكوباتي) فكل سايكوباتي هو شخص نرجسي ، ويتشاركان في بعض الصفات ، مثل حب الذات والشعوربالعظمة ، وعدم الإكتراث بالآخرين،
والإحساس بالتفوق، والحاجة الدائمة للمديح والإطراء ،الغطرسة ، وعدم تقبٌل رأي الآخر ، أو النقد ، وكل سيكوباتي هو نرجسي ولكن ليس كل نرجسي بالضرورة سايكوباتي ، فالسايكوباتية تمثِّل مستوى أكثر تطرُفاً من النرجسية ،والسايكوباتين يتعمّدون الأذية دون أي إحساس بالذنب أو الندم ، بخلاف النرجسي الذي قد يشعر بالذنب وببعض الندم..
إن ما أردته من هذا العرض للشخصية السايكوباتية هو مقارنتها بسلوك رئيس ألأمبراطورية الأميركية التي قد يكون آخر رؤسائها لأنه بسياساته المجنونة وقراراته المتهورة سيدمّر بلاده ، لا بل سيدمر الكوكب .. فكيف يكون لهذا النرجسي سيادة مطلقة على العالم كله، وعلى المنظمات الإنسانية والدولية ..وعلى أوروبا العجوز ..مهووس ، عصابي ، نرجسي ، سايكوباتي ، لا يصٌح أن يدير مؤسسة صغيرة ، ويتنطّح لقيادة العالم ، ويتبنّى المواقف الجنونية لإرضاخ خصومه وتخويفهم وبث الرعب في قلوبهم ،وذلك لإجبارهم على تقديم التنازلات ..!!
والمتتبع لسياساته منذ توليه السلطة يلاحظ
أنّه يقود العالم نحو الهاوية بقراراته المتهورّة ..فالشخصية السايكوباتية لا تصلح أن تكون في موقع مسؤولية، ولا حتى لإدارة مؤسسة أو شركة خاصة ، فكيف بقيادة دولة عُظمى ذات سلطة نافذة في المجتمع الدولي وتأثير على المنظمات الدولية ..إن غرور القوّة الذي يحكم السلوك السياسي والحربي لهكذا شخصية سيوصل العالم إلى الخراب ، فانهيار الأمبراطوريات غالباً ما يكون على أيدي مثل هذه الشخصيات المستبدة المريضة ، المتغطرسة ، وهذا ما يفعله المهووس ترامب فهو يتخطّى كل القوانين ويمارس السلطة دون الرجوع إلى مجلس الشيوخ..وهذه خطورة تفرٌدَهُ بالحكم وبالقرارات الدولية والمصيرية ، التي ستنعكس على أمريكته وعلى بقية الدول التي ستسودها الحروب والإضطرابات والفوضى غير البنّاءة ، على خلفية قراراته العدائية تجاه بقية الشعوب، وتصرفاته غير المتوقّعة والمتهوِّرة ، من أجل تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية واقتصادية ، عبر بث الخوف والرهبة في نفوس خصومه ، وفقط من أجل إثبات تفوُقَه وإرضاء الأنا المتضخمة لديه ، وهو لا يهتم لنزيف الدماء وعدد الضحايا والموت الذي يتسبب به، لأنه سايكوباتي يفتقد للعاطفة والإحساس بالآخر ..إن سياسات ترامب تخلق حالة من عدم الأستقرار والغموض السلبي لدى الأصدقاء والخصوم سوية ،فتهديداته المجنونة بالإستيلاء على جزيرة غرينلاند وقناة بنما ، وتحويل كندا إلى الولاية ال51، وتهجير سكان قطاع غزّة وتحويلها إلى ريفييرا ( الشرق الأوسط) وكذلك فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك والصين ، وغيرها من القرارات البعيدة عن الواقع تثير سخط شعبه وشعوب العالم ، ولم يكتف ِ بذلك بل أتحفنا بخطة من خططه النرجسية لإنشاء «منطقة تحمل إسمه وتُمَجِّد عهده "منطقة ترامب الاقتصادية" في أجزاء من جنوب لبنان المتاخمة للحدود مع إسرائيل. خطط لا تراعي مصالح الشعوب ولا ثقافتها ولا تقبٌلها أو رفضها لمشاريعه .. إرادته فوق كل شيء .. فهو يعتبر نفسه الحاكم المطلق للعالم ..!!
قرارات مجنونة يصدرها ومن ثم يتراجع عنها.. شخصية مهزوزة لا سيطرة لها على إنفعالاتها،متطرفة في تقديسها لذاتها وكل ما يصدر عنها ،
هذا هو ترامب المتسلط براغماتي ووصولي وهو بهذه الأساليب والقرارات الشاذة يربك خصومه ويدفعهم إلى تقديم تنازلات ، فهذا نهجه التفاوضي ، الإبتزاز لإبرام الصفقات الرابحة ، لأنه رجل أعمال وصفقات ، تاجر ، يتاجر بكل شيء لا محرّمات لديه ولا أخلاقيات يحترمها ،هويعتبر أن السياسة هي فن إبرام الصفقات الرابحة، والتفاوض ولو باستخدام أقذر الأدوات ، المهم هو الوصول الى صفقة تحقق أهدافه وأحلامه المريضة .. فهو ليس فقط تاجر، والتاجر لا يصلح للسياسة ، بل فوق هذا سايكوباتي عدائي نرجسي..لا إنساني ودعمه المطلق للكيان الصهيوني في غزّة وفي لبنان أكبر دليل على وحشيته فهو شريك في قتل الأطفال وإبادة أهل غزّة الذين يُقتلون بأسلحته المتطورة التي يرسلها لنتنياهو وهو المسؤول عن كل الإضطرابات التي تحصل في العالم ..!!
ولا أعلم كيف أن الشعب الأمريكي صامت عن جنونه ، وكيف يرضون أن يحكمهم هذا المعتوه الذي يظُن نفسه "زيوس" رب أرباب الأغريق ، أو "جوبيتير" كبير آلهة الرومان ، يحيي ويميت ، ويهب الناس أقدارها ، فيدمِّر من يشاء وينتقم ممن يشاء ، ويُنعم على من يشاء. !! وليس إلهاً سماوياً يتصف بالعدل والحق والمحبّة بل إله تلبّستهُ روح "يهوه" السفاح ، المتعطش للإنتقام.. فلا طوفان الدماء يثير اهتمامه ، ولا أشلاء الضحايا تحرِّك شعرة في مفرقه ..!! سايكوباتي نموذجي ..
ولو أن الأخ فرويد عاصره لأكتشف آفات وعاهات وأمراض نفسية تضاف إلى سجل إنجازاته في علم النفس.. هذا الترامب العجيب ..إله الزمن الصهيوأمريكي المتوحش مصيبة تسير على قدمين ..وعلى شعبه أن يثور قبل أن يبيد ولاياتهم الأمريكية ..!!وعلى قيادات العالم أن تجتمع وتحجر على هذا المهلوِس الخطير قبل أن يتسبب في حربٍ كونية لا تبقي ولا تذر ..
*هيام وهبي*
*دبلوم صحافة*
*ماستر في الدعم النفسي*