نجح فريق من العلماء الروس في الجامعة التقنية الحكومية بمدينة نوفوسيبيرسك في تطوير طريقة مبتكرة لتنقية المياه الملوثة بالمنتجات النفطية باستخدام بكتيريا خاصة قادرة على التحلل البيولوجي للسلاسل الكربونية الطويلة.
- كيف تعمل التقنية؟
وفقا للبيان الصادر عن الجامعة، يقوم الابتكار على توظيف كائنات دقيقة تم "تدريبها" على امتصاص المشتقات النفطية، بالاعتماد على آلية التغذية الطبيعية للكائنات وحيدة الخلية. ولتعزيز فعاليتها، يتم دمجها مع هلام حيوي يساعد على استقرار البكتيريا في قاع المسطحات المائية، ويحميها من العوامل البيئية السلبية، إضافة إلى دوره كوسيط ينقلها إلى الطبقات العميقة حيث يتركز التلوث.
- جذور علمية تعود إلى الطبيعة
وأوضح الباحثون أن هذه الكائنات المجهرية كانت موجودة في النباتات والأشجار منذ آلاف السنين، ومع تحول بقاياها إلى فحم حجري، دخلت البكتيريا في حالة سبات طويلة. لكن عند استخراج الأحماض الدبالية من الفحم، استعادت نشاطها، مظهرة قدرتها الفريدة على امتصاص السلاسل الكربونية الطويلة، ما يجعلها اليوم أداة فعالة لمكافحة التلوث النفطي.
- آلية المعالجة وأمان الاستخدام
التقنية الجديدة بسيطة وآمنة، إذ يكفي إطلاق البكتيريا الممزوجة بالهلام الحيوي في المياه الملوثة، لتبدأ عملية تفكيك المنتجات النفطية وتحويلها إلى مركبات أبسط. بعض هذه المركبات يُلتقط بواسطة مصائد خاصة، بينما يتحول البعض الآخر بشكل طبيعي إلى ماء وثاني أكسيد الكربون. وأكدت الجامعة أن هذه البكتيريا آمنة تماما على البيئة والكائنات الحية.
- تحديات ومزايا الابتكار
يشدد العلماء على ضرورة مراقبة تركيز البكتيريا أثناء عملية المعالجة، حيث إن وجودها بكميات غير مناسبة قد يؤثر سلبًا في كفاءة العملية، ومع ذلك فإنها في الظروف المثالية ودرجات الحرارة المناسبة قادرة على إتمام عملية التحلل خلال فترة زمنية قصيرة، ما يجعلها وسيلة واعدة لمعالجة التلوث النفطي بكفاءة عالية وتكلفة أقل من الطرق التقليدية.
- خطوة نحو بيئة أنظف
يُعتبر هذا الابتكار الروسي إنجازًا بيئيًا رائدًا، يمكن أن يساهم في الحد من آثار الكوارث النفطية التي تهدد البحار والأنهار والمسطحات المائية حول العالم. وهو ما يفتح آفاقا جديدة لتطوير تقنيات بيئية صديقة للطبيعة قائمة على الاستفادة من قدرات الكائنات الدقيقة في حماية الأرض من التلوث.