كل من يعتقد أن التعايش مع (الكيـان الصهيوني) ممكناً هو عميـل، أو غبي.. \ محمد محسن
فلسطين
كل من يعتقد أن التعايش مع (الكيـان الصهيوني) ممكناً هو عميـل، أو غبي.. \ محمد محسن
محمد محسن
12 تشرين الثاني 2020 , 21:46 م
كتب الكاتب محمد محسن: كل من يعتقد أن التعايش مع ( الكيـان الصهيوني  ) ممكناً هو عميــل ، أو غبــي ، أو مجــنون  اسرائيل شركة احتكارية ، صُنِّعَتْ لتُمزق المنطقة ، وتبقي على تخلفها ، وتستثمرها مع

كتب الكاتب محمد محسن:

كل من يعتقد أن التعايش مع ( الكيـان الصهيوني  ) ممكناً هو عميــل ، أو غبــي ، أو مجــنون 
اسرائيل شركة احتكارية ، صُنِّعَتْ لتُمزق المنطقة ، وتبقي على تخلفها ، وتستثمرها مع الغرب 
صراعنا معها ومع الغرب  صراع وجودي ، لاحرية للمنطقة ، ولااستقلال لها ، إلآ بالخلاص منها.


يقول المفكر اليهودي ، " بلوخ " الحركة الصهيونية كارثة ستجعل المنطقة، موطناً ممزقاً يشبه دول البلقان ، ( يوغسلافيا سابقاً ) " لذلك زرعها الغرب . 
أليس من المنطق ، أو ألا يفرض المنطق ، أن نقيس ما هو مخطط لدول المنطقة  ، أو كان مخططاً لها ، من قبل اسرائيل ـــ أمريكا ، ما صنعاه في فلسطين المحتلة ؟؟ 
قتلٌ ، وتهجيرٌ ، واستيلاءٌ ، على الأرض ، وتمزيق للوطن والمواطن ؟؟ .
ماذا كان سيفعلون في لبنان ؟؟ دولة لكل طائفة ؟، أم حديقة خلفية للاصطياف ، أما الأردن فستكون ( حاكورة ) أمام منتجعاتهم فستقام على البحر الميت ، أما مدينة البتراء ، فسيزعمون كذباً بأن أجدادهم من نحتها . 
ويمكن أن نسحب هذا الواقع المتخيل ، على كل من سورية ، والعراق ، ومصر ، أما السعودية فسيكون لها شأن آخر ، لأنها ستكون مصدراً للحكايات ، عن حكم هذه الأسرة ، وعن بذخها غير المحدود ، والنساء ، والمواخير التي كانوا يرتادونها .
ولكن علامتان فارقتان أوقفتا أحلام ( اسرائيل ) ، وأحلام حماتها ، وشكلتا فالقاً بين زمنين ، ( بكل دقة ) غيرتا مجرى التاريخ في المنطقة .
الأولى ـــ انتصار حزب الله في لبنان على اسرائيل ، وانتصار الحشد الشعبي والمقاومة في العراق .
ـــ الانتصار الأول هدر 50 % من معنويات شعب الكيان وجيشه ، وقال لهما غلبتما ، وسنغلبكما في أي حرب قادمة .
أما الانتصار الثاني : فلقد قال لأمريكا عليك الخروج من العراق ، وإلا سنهزمك كما هزمنا داعش أداتك .
[ إن نجاحات المقاومة في لبنان ، والعراق ، غيرت مجرى الحروب في المنطقة ، حيث ألغت دور القوة النارية التي يملكها العدو ، في حسم المعارك ، أو جعلتها في النسق الثاني من حيث الأهمية ، لأن سلاح المقاومة الأمضى هو الشجاعة الفردية والجماعية للمقاومين ، التي لا تتمتع بها الجيوش المعادية ،  يضاف إليها المباغتة ، والخروج للعدو من حيث لا يحتسب ].
الثانية ـــ الخسران المبين للمعسكر الأمريكي في سورية ، حتى لو لم يصبح ناجزاً ، والتي حَضَّرَتْ له أمريكا وشركائها كل أسباب النجاح ، من خلال الحشد العسكري الكبير ، واعتماد الارهاب الاسلامي ، كأداة أساسية لتدمير سورية وقتل شعبها ، ولكنها أصيبت بخيبات لم تكن في حسبان الجميع .
 يكفي هذا الانتصار قيمة ، أنه أطفأ جذوة الهجمة الأمريكية ، التي كانت لا تنوي تركيع المنطقة ، وتمزيقها فحسب ، بل حصار الصين ، وروسيا ، وطبعاً ايران ، التي كانت الهدف الثاني والأهم ، ومن ثم متابعة الهجوم على الصين وروسيا ، للحؤول دون المس  بفرادتها القطبية . 
الآن بات اللعب على المكشوف ، محور مقاوم اكتسب خبرة كبيرة في الحرب الدائرة في العراق ، وسورية ، وفي فلسطين ، هذا المحور بات يهدد الوصاية الأمريكية ذاتها جدياً ، أو بتقليصها إلى الحد الأدنى ، ومن ثم تحرير المنطقة من كل بقايا وذيول المعسكر الغربي المتوحش . 
 وبإنهاء الدور الأمريكي في المنطقة أو تقليصه ، سيؤدي حتماً إلى ترك عملائها مكشوفين أمام المد التحرري المقاوم ، الذي سيقض مضاجع الكيان الغاصب ، أولاً ، وثانياً ، وثالثاً . .
 أما الملوك العملاء فليس لهم وزن في السياسة أو في المواجهة ، وسنترك لشعوب الجزيرة المغيبين عن أي فعل حضاري ـــ ثقافي ، أو سياسي ، منذ قرون  سنترك لهم حق معاقبتهم ، وتخليص الثروة الفلكية من بين أيديهم ، وأيدي حماتهم .
أما اليمن فسيصبح سعيداً ، لأنه سيشكل جناحاً مهماً من أجنحة المقاومة العتيدة ، وله كل الحق بمعاقبة من قتل شعبه ، وجوعهم ، وأمرضهم .
لا ندعِي أن هذا الحلم قريب المنال ، ولكن هو بات أقرب للحقيقة من أي وقت مضى ، فمعركة الحسم : تدفع القوى المتصارعة إلى حشد كل أسلحتها دفاعاً عن مواقعها ، وهذا ما رأيناه في الحصار الاقتصادي ، والتجويع ، وكل أشكال التعديات .
 لذلك علينا أن نزج بكل طاقاتنا في حرب الخلاص : ونتحمل تبعات الحرب وأهوالها ، بعد أن بتنا على بوابة الانتصار ، والانتصار بوابة الحرية التي افتقدناها منذ قرون  .

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري