غزت وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية مقاطع لمدونين ومؤثرين يتحدثون بصراحة عن استخدام المنشطات الهرمونية بهدف تسريع نمو العضلات، لكن وراء هذه "النصائح" تختبئ حقائق علمية صادمة تكشف عن ثمن باهظ قد يدفعه الرياضيون.

وفقا لبيانات ميتا-دراسة حديثة، فإن ما بين 6% إلى 29% من رواد الصالات الرياضية يستخدمون هذه المنشطات. وفي بريطانيا وحدها، اعترف نحو نصف مليون رجل ومراهق خلال عام واحد بتعاطيهم لهذه المواد لأغراض غير طبية، بحسب مجلة New Scientist.

هذه العقاقير هي نسخ صناعية من هرمون التستوستيرون. في المجال الطبي، تُستخدم بجرعات دقيقة لعلاج أمراض خطيرة، حيث تكون نسبياً آمنة، لكن الواقع مختلف، إذ يتم تناولها بجرعات هائلة وبطرق عشوائية لم يختبرها الأطباء.

المخاطر الصحية القاتلة

أكبر المخاطر تتعلق بالقلب:

ارتفاع ضغط الدم.

خلل في توازن الكوليسترول "الجيد" و"الضار".

تضخم عضلة القلب بشكل خطير. 

المنشطات الهرمونية و صحة القلب

وأظهرت دراسة دنماركية أن الرجال الذين استخدموا المنشطات الهرمونية لديهم احتمال وفاة أعلى بثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم من أقرانهم، وتعود الأسباب إلى أمراض القلب، السرطان، زيادة معدلات الانتحار، والسلوك العدواني، كما تشير الأدلة إلى أضرار بالكلى واضطرابات في الخصوبة، رغم أن بعض التأثيرات قد تزول بعد التوقف عن التعاطي.

 مخاطر مضاعفة من السوق السوداء

إلى جانب الآثار الجانبية المعروفة، تكمن خطورة أخرى في جودة العقاقير المنتشرة بالسوق، كثير من "المنتجات" قد تكون ملوثة أو مغشوشة، وتحتوي على معادن ثقيلة سامة تهدد حياة الرياضيين.

محاولات لإيجاد حلول

بعض الأبحاث حاولت استكشاف طرق للحد من الأضرار بعد التوقف عن تعاطي المنشطات، فقد أظهرت دراسة أن العلاج التعويضي بعد التوقف ساعد على تقليل الرغبة في العودة إلى العقاقير بنسبة 60%، وخفض الأفكار الانتحارية بنسبة 50%. لكن الخبراء يؤكدون أنه لا يوجد حتى الآن "بروتوكول آمن" معتمد، وكل تجربة جديدة بالجرعات أو الخلطات لا تزال مغامرة خطيرة.

النتيجة: عضلات مقابل حياة

المنشطات الهرمونية تمنح الجسم مظهرا رياضيا جذابا وصورا مثالية على إنستغرام، لكن الثمن قد يكون سكتة قلبية، سرطانا، أو اضطرابا نفسيا خطيرا، الجسد الجميل قد يخفي وراءه هشاشة صحية قاتلة، والبحث عن الإعجابات لا يعوض الخسائر الجسدية والنفسية.