كاميرا بيروفسكايت تكشف أدق تفاصيل الجسم البشري
علوم و تكنولوجيا
كاميرا بيروفسكايت تكشف أدق تفاصيل الجسم البشري
10 أيلول 2025 , 11:30 ص

تمكن فريق بحثي مشترك من جامعتي نورثويسترن الأمريكية وسوجو الصينية من تطوير أول كاشف طبي قائم على بلورات البيروفسكايت، قادر على التقاط أشعة غاما الفردية المستخدمة في التصوير المقطعي بانبعاث الفوتون الواحد (SPECT) بدقة متناهية، هذا الابتكار يعد بفتح آفاق جديدة في التشخيص الطبي النووي، من خلال جعل الفحوصات أكثر وضوحا وسرعة وأمانا، وبتكلفة أقل مقارنة بالأجهزة الحالية.
- تقنية تفتح آفاقا جديدة للتشخيص الطبي
يعتمد الطب النووي على استخدام كميات صغيرة وآمنة من المواد المشعة داخل جسم المريض، حيث تصدر هذه المواد أشعة غاما يتم التقاطها بكاشفات خاصة لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد لأعضاء الجسم ووظائفها الحيوية، غير أن الكاشفات الحالية، مثل تيلوريد الكادميوم والزنك (CZT) أو يوديد الصوديوم (NaI)، تعاني من محدودية الأداء وارتفاع التكلفة.
من هنا جاءت أهمية ابتكار كاشف البيروفسكايت، الذي أثبت أنه أكثر حساسية ودقة، ما يسمح بإنشاء صور عالية الجودة وفائقة الوضوح حتى لأدق التفاصيل داخل الجسم.
- فوائد مباشرة للمرضى
وفقا للورقة البحثية المنشورة في مجلة Nature Communications، فإن الكاميرا الجديدة ستعود بفوائد كبيرة على المرضى:
تقليل مدة الفحص الطبي بفضل سرعة التقاط الإشارات.
تحسين وضوح الصور للكشف المبكر عن الأمراض.
خفض جرعات الإشعاع نظرًا لحساسية الكاشف العالية.
كما أظهرت التجارب قدرة الجهاز على التمييز بين إشعاعات غاما ذات طاقات مختلفة بدقة غير مسبوقة، واستشعار إشارات خافتة جدًا من مواد مشعة طبية مثل تكنيشيوم-99m، وهو أحد أكثر النظائر استخدامًا في الطب السريري.
- تصريحات الباحثين
قال ميركوري كاناتزيديس، المؤلف الرئيسي من جامعة نورثويسترن:
"بلورات البيروفسكايت غيّرت مجال الطاقة الشمسية سابقا، واليوم تقود ثورة مماثلة في الطب النووي، إذ تقدم صورًا حادة وموثوقة يحتاجها الأطباء لتشخيص أدق الحالات."
بينما أكد البروفيسور ييهوي هي من جامعة سوجو:
"نهجنا لا يحسن الأداء فحسب، بل يقلل التكاليف، مما يتيح للمزيد من المستشفيات الحصول على أحدث تقنيات التصوير الطبي."
- من المختبر إلى المستشفيات
لا يقتصر المشروع على الجانب البحثي فقط، إذ تعمل شركة Actinia Inc، المنبثقة عن جامعة نورثويسترن، على تسويق التقنية بالتعاون مع شركات الأجهزة الطبية، بهدف إدخال الكاميرا الجديدة إلى المستشفيات حول العالم.
هذا التطور قد يمثل نقطة تحول كبرى في تشخيص أمراض القلب والدماغ والأورام، حيث يوفر أداة أكثر دقة وفاعلية تضع مستقبل الطب النووي أمام مرحلة جديدة من التقدم.

المصدر: Medical Xpress