كاميرا تكشف أسرار جسم الإنسان من الداخل
علوم و تكنولوجيا
كاميرا تكشف أسرار جسم الإنسان من الداخل
21 أيلول 2025 , 12:33 م

تمكّن فريق بحثي من جامعة نورث وسترن الأمريكية بالتعاون مع جامعة سوتشو في الصين من تطوير أول كاشف بيروفسكايت قادر على التقاط أشعة غاما بدقة استثنائية لاستخدامها في تقنية التصوير المقطعي بانبعاث الفوتون المفرد (SPECT).

هذا الابتكار يمهّد الطريق أمام جيل جديد من تقنيات التصوير الطبي النووي يتميز بالدقة العالية، انخفاض التكلفة، وسلامة أكبر للمرضى.

- كيف تعمل الكاميرا الجديدة؟

في الطب النووي، يُحقن المريض بجرعة صغيرة وآمنة من مادة مشعة قصيرة العمر (Radiotracer)، تقوم بإطلاق أشعة غاما التي تخترق الأنسجة، يقوم الكاشف بالتقاط هذه الأشعة وتحويلها إلى صورة ثلاثية الأبعاد توضّح نشاط الأعضاء الداخلية.

الكاميرا البيروفسكايتية تعمل كـ"كاميرا غير مرئية" قادرة على تقديم صور أوضح وأدق مقارنة بالتقنيات الحالية.

- عيوب الكواشف التقليدية

كواشف كادميوم زنك تلوريد (CZT): دقيقة لكنها باهظة الثمن وصعبة التصنيع.

كواشف يوديد الصوديوم (NaI): أقل تكلفة لكنها ضخمة الحجم وتنتج صورا ضبابية أشبه بالنظر من خلال نافذة معتمة.

- لماذا البيروفسكايت؟

كريستالات البيروفسكايت اشتهرت بثورتها في مجال الطاقة الشمسية، لكنها أثبتت أيضا كفاءتها في التقاط الأشعة السينية وأشعة غاما بدقة عالية. بفضل سهولة تصنيعها وانخفاض تكلفتها مقارنة بالمواد التقليدية، تمثل خيارًا عمليًا وواعدًا للتصوير الطبي.

- أداء قياسي غير مسبوق

الكاميرا الجديدة تمكّنت من:

تمييز أشعة غاما ذات الطاقات المختلفة بدقة هي الأعلى حتى الآن.

التقاط إشارات ضعيفة من نظير التكنيشيوم-99م المستخدم على نطاق واسع في الطب النووي.

إنتاج صور فائقة الوضوح تكشف تفاصيل دقيقة للغاية بفارق ملليمترات فقط.

تقليل زمن الفحص وجرعة الإشعاع المطلوبة للمرضى.

- نحو الاستخدام الطبي والتجاري

شركة ناشئة تُدعى Actinia Inc. تعمل على تسويق التقنية بالتعاون مع شركاء في صناعة الأجهزة الطبية. الهدف هو توفير أجهزة تصوير طبية نووية بتكلفة معقولة يمكن أن تصل إلى أكبر عدد من المستشفيات والعيادات حول العالم.

- تصريحات الخبراء

قال البروفيسور ميركوري كاناتزيديس من جامعة نورث وسترن:

“هذه هي المرة الأولى التي نثبت فيها أن كواشف البيروفسكايت قادرة على إنتاج صور واضحة وموثوقة يحتاجها الأطباء لتقديم أفضل رعاية لمرضاهم.”

أضاف البروفيسور يي هوي هي من جامعة سوتشو:

“تقنيتنا لا تعزز أداء الكواشف فحسب، بل تقلل التكلفة أيضًا، ما يعني أن المزيد من المستشفيات ستتمكن من استخدام أفضل تقنيات التصوير الطبي.”

- الأثر المستقبلي

يمثل هذا الابتكار خطوة عملاقة نحو دمقرطة الطب النووي، حيث لن تبقى تقنيات التصوير المتقدمة حكرًا على المستشفيات الكبرى فحسب، بل ستصبح متاحة بشكل أوسع، مما يعزز التشخيص المبكر، دقة العلاج، وسلامة المرضى.

المصدر: Science Mail