اكتشاف خزان جوفي من المياه العذبة هائل تحت المحيط الأطلسي
منوعات
اكتشاف خزان جوفي من المياه العذبة هائل تحت المحيط الأطلسي
11 أيلول 2025 , 11:12 ص

أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف استثنائي يتمثل في وجود خزان جوفي هائل من المياه العذبة يمتد على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة، من نيوجيرسي إلى ولاية مين، وذلك في أعماق المحيط الأطلسي.
ويعود أصل هذا الاكتشاف إلى ما يقارب نصف قرن مضى، حين عثرت سفينة حكومية أمريكية بالصدفة على مياه عذبة في قاع البحر أثناء الحفر بحثا عن المعادن والهيدروكربونات قبالة شمال شرق الولايات المتحدة.
- بعثة علمية تؤكد الاكتشاف
بناءً على هذه المفاجأة، أطلقت بعثة بحثية عالمية رائدة (رمزها 501) أعمالها هذا الصيف قبالة كيب كود، ومن خلال الحفر تحت طبقات المياه المالحة، تمكن الفريق من استخراج آلاف العينات التي أكدت وجود هذا الخزان المائي العملاق.
وقال العالم براندون دوغان، المشارك في قيادة البعثة:
"هذا الخزان ليس الوحيد من نوعه، بل يمثل جزءا من العديد من مستودعات المياه العذبة السرية في المياه المالحة الضحلة حول العالم، والتي قد تُستخدم يومًا ما لسد العطش المتزايد لكوكب الأرض".
وأضاف دوغان، وهو جيوفيزيائي وعالم هيدرولوجيا في كلية كولورادو للمناجم: "نحن بحاجة إلى البحث في كل الاحتمالات المتاحة لإيجاد مصادر إضافية للمياه العذبة للمجتمع، وقد عثرنا على المياه في أماكن لم نتوقعها مطلقا".
- تحليل عينات ضخمة لكشف الأصول
من المقرر أن يقوم الفريق بتحليل نحو 50 ألف لتر من المياه في مختبرات مختلفة حول العالم خلال الأشهر المقبلة، في محاولة لتحديد أصول هذا المخزون المائي، وما إذا كان مرتبطًا بالأنهار الجليدية القديمة، أو بأنظمة المياه الجوفية على اليابسة، أو مزيجًا من الاثنين.
- تحديات استغلال الخزان المائي
رغم ضخامة هذا "الكنز المائي"، إلا أن استغلاله يواجه صعوبات كبيرة، أبرزها:
تطوير تقنيات استخراج آمنة من أعماق المحيط.
تحديد الجهة المالكة لهذا المورد الحيوي.
وضع آليات لتوزيع المياه بشكل عادل.
ضمان الحفاظ على التوازن البيئي البحري أثناء عمليات الاستخراج.
وأشار العلماء إلى أن تطوير البنية التحتية اللازمة لنقل هذه المياه إلى البر قد يستغرق سنوات طويلة، وربما عقودا، وذلك رهنا بالجدوى التقنية والاقتصادية للمشروع.
- أزمة عالمية تلوح في الأفق
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن الطلب العالمي على المياه العذبة سيزيد بنسبة 40% عن حجم الإمدادات المتاحة بحلول عام 2030، وهو ما ينذر بأزمة مائية عالمية متفاقمة. وتزداد هذه التحديات تعقيدًا بفعل التغير المناخي الذي يلوث المصادر التقليدية للمياه، إلى جانب النمو السريع في استهلاك المياه من قبل قطاعات حديثة مثل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
هذا الاكتشاف، رغم التحديات، قد يمثل بصيص أمل للمستقبل في مواجهة واحدة من أكبر أزمات القرن الحادي والعشرين.

المصدر: صحيفة الإندبندنت البريطانية