كثيرون يترددون قبل تناول الأطعمة الحارة بسبب الإحساس القوي بالحرقة، لكن الدراسات الحديثة تكشف أن الفلفل الحار قد يكون حليفا للجسم لا عدوًا له. السر يكمن في مادة الكابسيسين، المركب المسؤول عن الطعم اللاذع للفلفل، والذي يحفّز سلسلة من التفاعلات الحيوية في الجسم تساعد في حرق الدهون والسيطرة على الشهية.
- الكابسيسين ومحرك الدهون البنية
تُظهر الأبحاث أن الكابسيسين ينشّط مستقبلات خاصة في اللسان تعرف بـ TRPV1، ما يؤدي إلى إفراز النورأدرينالين في الدماغ. هذا الهرمون ينشّط الدهون البنية، وهي نوع خاص من الأنسجة الدهنية الغنية بالميتوكندريا، تعمل كـ موقد بيولوجي يحرق الدهون البيضاء لتوليد الطاقة والحرارة.
وبحسب العلماء، فإن الاستهلاك المنتظم للأطعمة الحارة قد يساعد الجسم على حرق نحو 116 سعرة حرارية إضافية يوميًا، أي ما يعادل شريحة خبز صغيرة. ورغم أن الرقم يبدو ضئيلًا، إلا أن التأثير التراكمي على المدى الطويل قد يكون مهما.
إبطاء الأكل وتقليل الشهية
لا يقتصر تأثير الفلفل الحار على الأيض فقط، بل يشمل أيضًا سلوكيات تناول الطعام. فالإحساس بالحرقة على اللسان يجبر الشخص على تناول الطعام ببطء، مما يمنح الدماغ الوقت الكافي لإرسال إشارة الشبع.
كما يساهم الكابسيسين في تقليل إفراز هرمون الغريلين المسؤول عن الشعور بالجوع، وهو ما يؤدي إلى تراجع الشهية وتناول كميات أقل من الطعام بشكل طبيعي.
- فوائد صحية أخرى للفلفل الحار
وفقا لدراسة نُشرت عام 2020، فإن محبي الأطعمة الحارة يتمتعون بفرصة أقل بنسبة 26% للوفاة بسبب أمراض القلب وبنسبة 23% للوفاة بسبب السرطان. ويرجع ذلك إلى دور الكابسيسين في خفض ضغط الدم، دعم الأوعية الدموية، والحد من الالتهابات.
إضافة إلى ذلك، يحفّز الفلفل الحار إفراز الإندورفين والدوبامين عند الإحساس بالحرقة، ما يمنح شعورا بالسعادة والنشوة يُعرف بـ "نشوة الفلفل". كما يحتوي الفلفل الحار على نسبة عالية من مضادات الأكسدة مثل فيتامين A وC، ما يعزز المناعة ويحمي الخلايا.