وجدت الصين نفسها أمام مشكلة بيئية معاكسة لما يعاني منه معظم العالم، نقص في النفايات بينما تبحث دول كثيرة عن حلول للتخلص من التراكم المتزايد للقمامة، تعاني الصين حالياً من عجز في كميات المخلفات المتاحة لتشغيل مصانع حرق القمامة، التي استثمرت فيها مليارات الدولارات خلال السنوات الماضية.
أزمة نقص القمامة في الصين
تشير التقارير إلى أن محطات حرق النفايات في بعض المدن الصينية لم تعد تعمل بكامل طاقتها، بل اضطر بعضها إلى شراء القمامة من الخارج للحفاظ على تشغيل المعدات وعدم توقفها.
ويعود السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى السياسات البيئية الجديدة التي تبنتها الحكومة الصينية، حيث فرضت معايير صارمة لفرز النفايات وتشديد الرقابة على إعادة التدوير، كما ساهمت زيادة وعي السكان بالاستهلاك المسؤول وتقليل المخلفات في تقليص حجم القمامة المتولدة يومياً في المدن.
مصانع حرق النفايات في الصين
هذا التطور، الذي قد يبدو إيجابياً من الناحية البيئية، أدى في المقابل إلى مشكلة اقتصادية وصناعية، إذ أصبحت الطاقة الإنتاجية لمصانع حرق النفايات أكبر بكثير من حجم المخلفات المتاحة. وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل هذا القطاع، خاصة بعد الاستثمارات الضخمة التي ضُخت فيه بهدف تقليل الاعتماد على مكبات النفايات في المدن الكبرى.
ورغم أن هذا النقص في النفايات قد يعكس نجاح سياسات الصين في تعزيز إعادة التدوير، إلا أنه يضع صناع القرار أمام تحديات جديدة تتعلق بكيفية موازنة حماية البيئة مع استدامة الصناعات المرتبطة بإدارة النفايات.