كشف باحثون من أستراليا وسنغافورة أن إصابة المرأة بـ سكري الحمل (GDM) خلال فترة الحمل قد ترفع خطر إصابة طفلها باضطرابات طيف التوحد (ASD) بنسبة تصل إلى 56% مقارنة بأطفال الأمهات اللواتي لم يعانين من هذه المضاعفات، وفقاً لما نشرته صحيفة Daily Mail.
تأثيرات معرفية على الأمهات والأطفال
أوضحت الدراسة أن النساء اللواتي يعانين من ارتفاع مستويات السكر في الدم أثناء الحمل حصلن على درجات أقل في الاختبارات المعرفية المستخدمة عادة للكشف المبكر عن الخرف، كما تبين أن أطفالهن لاحقاً حققوا نتائج أضعف في اختبارات معدل الذكاء (IQ)، إضافةً إلى زيادة معدلات التأخر في النمو، بما في ذلك التأخر الجزئي واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
التأثير العصبي لسكري الحمل
قال الدكتور لين-تسيون لي، الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة سنغافورة الوطنية والباحث الرئيسي في الدراسة:
"هناك قلق متزايد من التأثير العصبي السام لسكري الحمل على الدماغ النامي للجنين".
وأضاف أن سكري الحمل يعيق العمليات الدقيقة لتطور الدماغ بسبب اختلال توازن العناصر الغذائية، والإجهاد الخلوي، والالتهابات، وانخفاض إمدادات الأكسجين إلى الجنين.
تحليل يشمل ملايين الحالات
اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات أكثر من 9 ملايين حالة حمل، وأظهر التحليل الإحصائي أن الأطفال المولودين لأمهات مصابات بسكري الحمل سجلوا معدلات ذكاء أقل بحوالي أربع نقاط في المتوسط مقارنةً بأقرانهم.
الوقاية ممكنة بالفحص المبكر
رغم خطورة النتائج، يؤكد الخبراء أن سكري الحمل يمكن السيطرة عليه بفعالية من خلال المتابعة الطبية والفحوصات الخاصة التي تُجرى للحوامل، إلى جانب الالتزام بتوصيات الأطباء، وبذلك يمكن تقليل مخاطر إصابة الأطفال بالتأخر المعرفي واضطرابات النمو.