ينبغي لرئاسة الجمهورية في لبنان أن تكون جامعة لكل اللبنانيين غير مفرّقة لهم أو منحازة إلى فئة منهم.
إن الثناء على بشير الجميل من قبلها بالقول إن المبادئ التي ضحّى من أجلها أصبحت ثوابت وطنية فيه مغالطة كبيرة إذ أن الدافع الذي انطلق من خلاله هذا الرجل كان فئوياً عصبوياً طائفياً متمثلاً بحماية المسيحيين في الشرق دون غيرهم من خلال تأسيس وطن قومي لهم في لبنان بالتعاون الواضح والصريح مع الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا.
فهل العمالة للصهيوني والأمريكي والعصبية والطائفية البغيضة هي ثوابت وطنية.
واللبنانيون لذلك منقسمون بالرأي حوله.
فمنهم من يراه تقسيمياً غير وحدوي عميلاً من الدرجة الأولى لإسرائيل وزعيم ميليشيا ارتكبت مجازر طائفية مروّعة في الحرب الأهلية اللبنانية.
ومنهم من يراه بطلاً وطنياً.
فالأجدر في حال الاختلاف تجنّب الثناء عليه والالتزام بمبادئ الرئاسة والتي على رأسها العدالة والإنصاف وعدم استغلال الموقع العام لاستمالة أتباع بشير الجميل من اليمين المسيحي في الانتخابات النيابية القادمة أو لطرح نموذج رئيس الجمهورية لهم كمثيل لبديل بائد إسمه بشير الجميل.
فهل استفزاز غالبية اللبنانيين الذين عانوا من الآثار السلبية لسلوكه التقسيمي الانعزالي الطائفي المتحالف مع الصهيوني والأمريكي هو موقف وطني لائق بمن يشغل موقع الرئاسة.
د. علي حكمت شعيب