عدنان علامه - عضو الرابطة الدولية للخبراء
جاء مقال صحيفة هآرتس العبرية ليتهجم بلا مواربة على القادة العرب لإذلالهم بطريقة لا مثيل لها؛ وخاص بعد إنتهاء قمة الدوحة: "لا قيمة لزعماء الدول العربية".
وقد توقعت أن تثور ثائرة رئيس حكومتنا فيأمر وزارة الخارجية لإصدار بيان إدانة وشكوى لمجلس الأمن لإحتقار رئيس الجمهورية وتحذو حذوه باقى وزراء الخارجية العرب؛ ولكن لسان حال السيد نواف لسان يقول انا لم أسجل شكوى على قيام الطيران الحربي المعادي بغارة على النبطية؛ لأرفع شكوى إلى مجلس الأََمن‼️
كلمات قاسية جدًا لكنها غير مقبولة؛ فهؤلاء القادة الذين اجتمعوا أمس في قمة الدوحة، وبعد العدوان على قطر، خرجوا كما دخلوا: بيانات باهتة، صمت مريب، وتواطؤ يكرّس المهانة.
فأين ذهب "الدين الإبراهيمي" الذي بشّروا به؟ وأين "التحالفات الاستراتيجية" و"الإصطفاف ضد إيران"؟
أليس اليوم هو الامتحان الحقيقي لكرامتهم ووجودهم السياسي؟
فإذا لم يقفوا اليوم أمام أمريكا، عرّابة التطبيع والمهانة، وأمام إسرائيل التي تهدد قصورهم بطائراتها وصواريخها، فمتى سيفعلون؟
أم أن دورهم محصور في قمع شعوبهم فقط، كما قالت الصحيفة، بينما يتركون مصيرهم وقرارهم بيد البيت الأبيض وتل أبيب؟
فإن قطر نفسها التي احتضنت أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، وقدّمت خدمات الوساطة وفق تعليمات واشنطن، لم تسلم من الغدر الصهيو-أََمريكي.
قدمت قطر لتراَمب طائرة رئاسية هدية تفوق قيمتها أكثر من 400 مليون دولار.
ودفعت البلايين ثمن طائرات ومعدات لم تُسلّم لها.
وتم الغدر بها لأن الرادارات المنظومات الدفاعية مجهزة ببرنامج E/F وهذا البرنامج يميز بين الطائرات الصديقة والَمعادية، وطبعًا صنَّفت الطائرات المعادية طائرات صديقة، ولذا لم تعمل كافة الأجهزة الَأمريكية لردع العدوان.
فسُفكت دماء مواطن وعدد َمن المتواجدين في مكتب حماس رغم "التحالف المزعوم".
فهل من دليل أوضح على أن الصداقة مع أمريكا وإسرائيل مجرد وهم قاتل؟
إن قادة الخليج الذين أغدقوا الأموال على دونالد ترامب، لم يحصدوا سوى الخيبة. بينما وزير إسرائيلي مغمور مثل سموتريتش يقرّر مصير الضفة الغربية ويمارس التطهير العرقي، متجاوزًا كل زعماء العرب مجتمعين. هذه هي الحقيقة المُرّة.
ففي ميزان واشنطن، قيمة الوزير الإسرائيلي أعلى من وزن الأمة العربية بملايينها.
فهل سيثأر قادة الدول العربية لكرامتهََ يعلنوا إلغاء إجراءات التطبيع أم يقولون أن الدنيا تمطر‼️‼️‼️
وإنَّ غدًا لناظره قريب
16 أيلول/ سبتمبر 2025
والمفارقة أن موقفًا عربيًا حازمًا كان يمكن أن يخدم حتى الإسرائيليين أنفسهم، عبر الضغط لوقف حرب غزة وإعادة الأسرى. لكن الصمت العربي المذل منح أمريكا وإسرائيل ذريعة لمواصلة العدوان والإبادة. وهنا يصبح السؤال: هل خلق العالم فعلًا، كما يردد الفكر الصهيوني، لخدمة اليهود، فيما القادة العرب لا يتقنون سوى خدمة مشاريع الآخرين؟
إنها لحظة اختبار كبرى. إما أن يثور القادة العرب لكرامتهم ويثبتوا أنهم أصحاب سيادة، أو يؤكدوا مجددًا ما كتبته هآرتس: أن لا قيمة لهم، لا لأنفسهم ولا لشعوبهم.