هل حقا صحت بعض الانظمة من سكرة التحالف الورقي الامريكي و لم يبقى لدى الخليج إلا مظلة باكستان للإحتماء من مطر نتنياهو العدواني.؟
مقالات
هل حقا صحت بعض الانظمة من سكرة التحالف الورقي الامريكي و لم يبقى لدى الخليج إلا مظلة باكستان للإحتماء من مطر نتنياهو العدواني.؟
علي وطفي
21 أيلول 2025 , 17:18 م


لا اصدق ان (ناتو عربي) في طور الولادة تتبناه باكستان النووية , أما الشراكة الدفاعية مع المملكة العربية السعودية القائمة لأكثر من نصف قرن ارتقت بعد الانكشاف الكامل و قلة الحيلة رغم الترسانة الهائلة من الاسلحة الامريكية وصفقات خيالية من اكثر من ستة عقود من الزمن التي تبين عدم فائدتها إلى مستوى جديد بعد توقيع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان و رئيس الوزراء شهباز شريف اتفاقية الدفاع الاستراتيجية في الرياض في السابع عشر من الشهر الحالي. تنص الوثيقة على أن أي عدوان على أيٍ من الدولتين يعتبر عدوان على الدولتين ، رغم أن الوثيقة لا تشير إلى استخدام الأسلحة النووية الباكستانية، إلا أن "مسؤول سعودي رفيع المستوى" بشكل قاطع اكتب عند سؤاله حول هذا بالتحديد : "هذه اتفاقية دفاع شاملة تشمل استخدام جميع القدرات العسكرية"، مع العلم ان التمويل كان من اموال المملكة السعودية لبرنامج باكستان النووي العسكري منذ بدايته ، اما بنود الاتفاقية الجديدة تتجاوز المادة الخامسة من معاهدة الناتو، لانها تسمح بالدخول المباشر في الحرب من جانب أحد الطرفين دون أي مشاورات مسبقة. التوقيت له معنى حيث جاء بعد القمة العربية الإسلامية مباشرة التي عقدت الدوحة في السادس عشر من شهر أيلول الحالي، و ترافق مع اقتراح و ضغط مصري لفكرة إنشاء (ناتو عربي) بزعامة مصر و السعودية.

كما ان رفض طلب الرياض عقد اتفاقية عسكرية أمنية بين المملكة العربية السعودية و الولايات المتحدة، تلتزم بموجبها بالدفاع عن المملكة ، و امام تفلت نتنياهو الذي افهم حكام العرب للصديق قبل العدو ان لا خيمة فوق راس احدا منهم مع هذا التهديد أجبر اهم الانظمة الخليجية سريعا البحث عن من يحميها حيث لم تبقي لها واشنطن خيار آخر.

اذا بسبب عملية قليلة الاهمية المتمثلة في القصف الإسرائيلي لقيادة حماس في قطر ما أحدث زلزال في التوازنات الجيوسياسية التي كان يعتقد الكثيرون انها ثابتة و راسخة في الشرق الأوسط، يبدو ان واشنطن في حالة قلق و فوضى بالفعل، كما إسرائيل في حيرة من أمرها ،بعد قاما بعدوان على إيران بكل ما امتلكا من قوة، و التي لم تكن قد وصلت بعد إلى المرحلة النهائية من برنامجها النووي العسكري، و لكن جاءتهم المصيبة من مكان لم يكن في الحسبان ، فحصلت تل أبيب منه على ترسانة كاملة من الصواريخ الجاهزة المزودة برؤوس نووية كقوة توازن و ردع محتملة ، و يبدو أن طهران مستعدة أيضًا للانضمام إلى تحالف جيرانها العرب في المنطقة، الذين كانت على خلاف معهم سابقًا مما يعزز إمكانياتهم المشتركة بشكل كبير ، و ليس مطلوب ان تصل الأمور إلى حد تبادل الضربات المباشرة، إنما الاهمية الكبرى تضاؤل دور الأسلحة النووية ، الورقة الرابحة التي قد تلوح بها إسرائيل في المنطقة باعتبارها "القوة الضاربة" في في نهاية المطاف لإركاع أعدائها، و يقال ان كان هناك احتمال توجيه مثل هكذا ضربة نووية انتقامية عام 1973 لكل من مصر وسوريا خلال حرب تشرين ، وبالتالي إن صدقت هذه التوجهات لم يعد هذا التهديد وارد والخوف قد تحمله عملية للاستخبارات الامريكية لانقلاب في اسلام آباد و الإتيان بمن يلغي هكذا اتفاقية ، مع العلم انه يوجد اليو ما يقارب ألفي مستشار و خبير عسكري تقني من باكستان في السعودية و قد يرتفع عددهم بموجوب الاتفاقية الجديدة.

معلومة: أجرت باكستان أول تجربة نووية لها في أواخر أيار 1998 في إقليم بلوشستان و ترسانتها حاليا تقارب ال 180رأس نووي و هو يفوق القدرات النووية لتل أبيب و لا تاكيد لوجود مثل هذه الأعداد و لا يفصح اصلا عنها و أحدث الصواريخ البالستية

الباكستانية يعتبر شاهين 3 و مداه 2750كم ، كما نفت إسلام آباد الشائعات التي تقول بنقل عدد محدد من الرؤوس النووية إلى الرياض كجزء من اتفاقية مع المملكة العربية السعودية، و التي تؤكد أنها ستواصل الالتزام بنظام حظر الانتشار النووي و مع ذلك، فإنها لا تنكر استعدادها لاستخدامها إذا لزم الأمر لحماية حليفتها الاستراتيجية و يناقش الخبراء الباكستانيون هذا الأمر علانية بأن مليارات الأموال العربية سوف تأتي إلى اقتصاد البلاد مقابل فتح "المظلة النووية" فوق انظمة الخليج كما صرحت الدبلوماسية الباكستانية السابقة مليحة لودهي ، بأن "باكستان أصبحت الضامن للأمن ليس فقط للمملكة العربية السعودية، بل للشرق الأوسط بأكمله" .

حسب مصادر امريكية ،فإن ترامب غاضب من هذه التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، التي كان سببها نتنياهو و التي تضعف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة و يقال وصل به الامر لشتم نتنياهو بألفاظ نابية بعد قصف قطر ، و أدى إلى ما آلت إليه الامور ، خيبة أمل الولايات المتحدة مفهومة، لكنها هي من وضعت نفسها في هذا المأزق و ضد إرادة الجميع تقريبا ،و شعوب المنطقة و العالم إرضاء لإسرائيل- نتنياهو ، و آخر مثال على لك في 18 أيلول، في اليوم التالي لتوقيع اتفاقية دفاع بين السعودية و باكستان، عندما رفعت واشنطن الفيتو ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يطالب بوقف إطلاق نار كامل في غزة بأغلبية صوت واحد فقط مقابل أربعة عشر صوت مع القرار ، بما في ذلك بريطانيا و فرنسا اقرب حلفائها، الواضح أن كلا البلدين لم يكترثا لرد فعل واشنطن و إسرائيل، إنما لموقف الهند المحتمل لذلك قامت باكستان فوراً بتوجيه رسالة إلى نيودلهي أن مصالح الاخيرة لن تتضرر إطلاقًا بسبب تحالف الاولى مع السعودية و أيضا الرياض من جهتها اكدت في سلسلة من تقارير صحفية رسمية الاهتمام الكبير للتعاون مع الهند و عزمها تطويره بشكل شامل و يبدو أن نيودلهي ابدت هدوء و تفهم ضرورة هذه الاتفاقية

و لو كانت مع الد اعدائها في النهاية.

بالمحصلة اذا كان الامر جديا يمكننا القول ان اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية و باكستان بسبب صاروخين على الدوحة قلبت المشهد الجيو سياسي في الشرق الأوسط بأكمله رأسا على عقب .