كم تختصر الكلمة إذ صممتم عن الحق، كم تفضح النفوس إذا نطقتم بالرياء! انتم_ ذاك الصمت المترف بوجه علني ونفاق سري_ تصفون اللسان شرفا، وتبعثرون الضمير للبيع. تودون العلانية فعلا ساميا، وتخفيان تحت الطاولات شرايين الولاء للغاصب مالا وسندا. أهي ميتافيزيقيا القيم أم براغماتية الخسة؟ أهي جينالوجيا الخضوع أم راديكالية الإنبطاح؟
فاقرأوا: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)
فهذا تحذير وأنتم أدهى من يسمع ويصر على العمى. إن الصمت عن العدوان فضيحة تعوضها لا شعارات ولا قيم مزورة. فمن يظن أن الرياء يغطي الآثام، فقد خان التاريخ قبل أن يخون الضمير. قل ياأيها الصامتون الممالئون، المراضون بوجه وعاملون بوجه آخر: كثر أم كسر_ لستم سوى فارق بين كلمة وكسر: كلمة تستهل بوجه يسجله التاريخ بدم وفضيحة. إستيقظوا من ثبات المذلة! أما نحن ف هيهات ثم هيهات ثم هيهات منا الذلة! والحق لايكسر، وإن كسرتم أنتم، فذاك أبلغ فصل في محكمة الضمائر. وخير ما أختم به مقالي بقولي: من اتباع ضميره فقد خسر فوق الخسران كله.
مفكر حر، وأعلامي سوري سابق في الغربة.