سلطان البحار وسيد الجزيرة العربية وحرب يوم القيامة
مقالات
سلطان البحار وسيد الجزيرة العربية وحرب يوم القيامة
د. محمد صادق الحسيني
23 أيلول 2025 , 11:18 ص


كتب الدكتور محمد صادق الحسيني:

في مثل هذا اليوم من العام ٢٠١٤ اقتحم انصار الله الحوثيون صنعاء من ٧ جهات واطاحوا بامير الفساد والتبعية علي محسن الاحمر

الذي كان محصناً بالفرقة الاولى المدرعة والمحمية من سيده الرئيس علي عبد الله صالح وبرعاية السفارة الامريكية

ومن ثم اكملوا ثورتهم بتحرير كل صنعاء اولا ومن ثم الهضبة اليمنية الشمالية

ومن ثم اطاحوا بالرئيس الفاسد الذي "وهبن" المجتمع اليمني وباع للسعودية استقلال بلاده و٣ محافطات يمنية اصيلة هي نجران وجيزان وعسير

وهكذا دخلت المنطقة عصر ثورة اسلامية ثانية ولكن هذه المرة في قلب الجزيرة العربية ضد امريكا الشيطان الاكبر وضد الكيان الصهيوني الغاصب

ما استدعى عملياً اندلاع حرب امبريالية رجعية ثانية ضد ثورة مستقلة وليدة هي اشبه ما تكون بالثورة "الخمينية" الاولى التي عاشتها منطقتنا العربية الاسلامية يوم انطلقت وقامت ونجحت الثورة الاسلامية الايرانية في العام ١٩٧٩ كما قرأها اعداؤها ووضعوها في خانة المحور المعادي لهم.

فكان لالنسبة لهم حدث تاريخي استثنا يقي وفريد جعلهم يشكلون مقابلها تحالفاً دولياً بغيضاً وخاضوا صدها "حرب الثماني سنوات الثانية" تماما كما فعلوا ضد ابران في سبعينات القرن الماضي.

وفشلوا مجدداً وذهبت كل جهودهم في مهب الرياح تماماً كما حصل معهم يوم تحالفوا دوليا وفي حرب كونية قل نظيرها ضد الامام الخميني العظيم… وانتصر القائد العظيم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عليهم "وبهت الذي كفر" مرة اخرى واكتشف وهنه وعجزه امام ارادة الشعوب المستقلة.

ثورة الحوثي المستقلة والحرة والمتحررة ورهط وحواريبه المنتجبين انصار الله في العام ٢٠١٤ كانت عملياً ثورة جذرية وعميقة ثانية في الاقلبم تستمد روحها من روح الاسلام والتي اطلق عليها بقورة المسيرة القرانية الخالصة

ثورة افرزت لنا نحن العرب والمسلمين حتى الان ربحا خالصاً لا غش فبه ولا خليط فيه ولا تدليس .

استطاعت عمليا ان تحدث نقلة نوعية في اليمن وفي الجزيرة العربية وفي العالم الاسلامي وعدلت كثيرا في موازين القوى الاقليمية والدولية كما بات واضحاً وبيّناً.

وهكذا صار لدينا اليوم قائدا عربيا هاشميا مقداما يملك قرار باب المندب وسيداً بلا مناع للبحار العربية واماماً للجزبرة العربية مرشحا ليكون باذن الله حامياً للحرمين الشريفين من اي عدوان محتمل من قبل اليهود الصهاينة الاسرائيليين كما يتوقع كثير من الخبراء الدوليين.

ومع استمراره واصراره في حرب الاسناد لغزة وفلسطين يرجح كثير من المحللين بانه سيكون بامكانه في لحظة تاريخية… قلب المعادلة السياسية في الوطن العربي والاسلامي لصالح المستضعفين من جديد

وتكون عندها قد حانت ساعة نهاية الكيان المؤقت واشتعلت من جديد جبهة محور المقاومة وايتعادت عافيتها

ويومها سنشهد حرب يوم القيامة التي ينتظرها العدو الصديق التي ستشمل كل الساحات

من باب المندب حتى هرمز

ومن البصرة الى بنت جبيل

ومن انطاكيا حتى قاهرة الازهر الشريف

لتكنس ما تبقى من حطام ٧ اكتوبر المجيد

*ولا ينبئك مثل خبير*

*بعدنا طيبين قولوا الله*