إذا رأيت نيوبَ مورغان بارزة ً..فلا تظُنَنَّ أنّ مورغان تبتسمُ
مقالات
إذا رأيت نيوبَ مورغان بارزة ً..فلا تظُنَنَّ أنّ مورغان تبتسمُ
هيام وهبي
23 أيلول 2025 , 11:25 ص


عن مكرمات الزيارة المباركة لرسولة الموت اورتاغوس ..

وصلت المرأة الدموية إلى لبنان ،،ومن مخالب أصابعها التي رفعت الفيتو في مجلس الأمن ضد وقف الإبادة في غزّة ، تقطر دماء أطفال فلسطين ..!!

أقبلت ومعها المزيد من بشائر الموت لشعب لبنان ..!!

واستهلّت زيارتها

بمجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الوحشية التي (ويا لمحاسن الصُدَف) غالباً ما تتزامن مع إطلالات موفدي أمريكا.. !!

جريمةوحشية في بنت جبيل المقاوِمة.. مجزرة يرتكبها عدو الإنسانية وقاتل الأطفال ، السفاح الصهيوني ، يذهب ضحيتها خمسة شهداء من بينهم ثلاثة أطفال أبرياء مفعمين بالحياة.. والأمنيات التي لن تتحقق .. فقد كانوا على موعد ٍ مع الموت ..وبلحظة تحولوا الى أشلاء .. مزقّتهم الأيادي السوداء، وقتلت غدهم الواعد ..وداست القدم الهمجية على أحلام عائلة بكاملها ..أُسرة كل ذنبها أنها رغبت في زيارة الأهل والأقارب .. فأودى بها الحنين وتمسٌكها بتراب الجنوب إلى حتفها ..عائلة كل ذنبها هذا الإنتماء إلى الجنوب وهذا الإيمان بحب الوطن .. وثقتها بدولة عاجزة عن حماية أبنائها .. عائلة صدّقت الشعارات المنافقة عن قوة الدولة ،وضمانات أمريكا والعربان عن وقف القصف الفاجر للكيان الكافر..

مجزرة وحشية إرتُكِبت بحضور الشيطانة أورتاغوس في الناقورة وأثناء اجتماع اللجنة التقنية، راعية إتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين لبنان والكيان اللقيط.. وراعية المجازر والإعتداءات التي لم تتوقف رغم العهود والبنود المنصوص عليها في إتفاقية وقف إطلاق النار المشبوهة .. طائرات القتل الممنهج مزّقت الأجساد الغضة، ودفنت الأماني الملوّنة بالفرح في أكفان الموت البيضاء ..وعاد الأطفال من نزهتهم الخريفية الى بيوتهم في التوابيت ..!!

هي ليست المجزرة الأولى، ولن تكون الأخيرة ..إن لم نحتضن مقاومتنا الشجاعة ونحمي سلاحها ، لأنّ التباكي أمام الأمم المتّحِدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي لن يردع هذا الوحش المدعوم من ترامب عن ارتكاب المزيد من المذابح من مجرم لا يأبه لأي قانون ولا يجامل حتى سيدته أمريكا ..فرغم أن هذه العائلة تحمل الجنسية الأميركية، لم نسمع أي تعليق على الجريمة من أي مسؤول أمريكي.. ويُحكى أن وزير خارجية لبنان ، المدعو يوسف رجي،قد رجّ الضمائر الحيّة بإدانة خجولة مموّهة لا تزعج الأميركان وبنفس الوقت تتعاطف مع الجنسية الأميركية التي يحملها الشهداء ..وهذه ظاهرة تحصل لأول مرة في تاريخه المتماهي مع جرائم العدو .. تحمّس وأدان الجريمة ،ليس من باب الإنسانية والحس الوطني، ولكن إكراماً لجواز السفر الأمريكي الذي أعتُدِيَ عليه ولم يؤثر هذا الإعتداء على مورغان

ولم نسمع منها أي تصريح تعترض فيه على ما حدث وهي الشاهدة على المجزرة..فهذه الأرواح الطاهرة التي أُزهقت هي للأغيار (الغوييم) القرابين البشرية ليهوه .. ودمهم مباح ... بحسب عقيدتها التلمودية ..!!

مع الأسف

نحن في زمن ألموت ألأمريكي .. في العصر الأشّد قُبحاً في تاريخ البشرية .. زمن ألحضارة ألأمريكية ذات الأنياب، ألتي تنشر القتل وسفك ألدماء والرعب بأداتها ..بوحشها الذي أطلقت يده في غزة ولبنان ليستبيح كل القوانين الدولية والأديان والشرائع والأعراف ألإنسانية والأخلاقية ..!! هو زمن ألخوف والرعب والأمان المفقود ..!!

فلا مكان للرحمة ولا للمحبة ولا للرأفة بالطفولة ولا مكان للإنسان ..ما يحصل في غزّة ولبنان واليمن وسورية هو إعلان أمريكي وقح عن موت الضمير ..

أمريكا التي بنت حضارتها الشاذة على تلال من جماجم الهنود الحُمر ..تكمل مخططها المدَمِّر للبشرية بجعل العالم يسبح في بحرٍ من الدماء.. وتنصاع لها كل الهيئات الدولية ..فلا عدالة ولاقوانين ولا معاهدات ..فقط شريعة يهوه التي ستحكم الكوكب لأزمانٍ قادمة..

وسيكون العالم كله على كف العفريت ترامب ..الذي يطالبنا بنزع سلاحنا وتسليم رقبتنا للجلاد .. وللمزيد من الذبح لأطفالنا .. ونحن أمام كل هذه التحولات الخطيرة التي نشهدها، نكتفي ببيانات الإدانة واللوم ..واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية وقد أنبهَرْتْ بتصريح فخامة رئيسنا من بلاد العم سام لقد كان آية في القوة والسيادة.. قال بغضب :

إذا لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها وتنسحب من أراضينا سنناشد المجتمع الدولي للتحرك ضدها..!! ولم يقطع زيارته المجيدة ليعود الى الوطن المنتهكة سيادته وكرامته، وليدعو إلى جلسة طارئة مع رئيس الحكومة الذي تعب هو إيضاً من الإستنكار.. وليخوِّلوا الجيش بالرد على المذبحة ،بما يليق بدماء البراءة المسفوحة على مذبح الضعف والمواقف الهزيلة المتواطئة ..

فيا دولتنا .. ويا رأسها الأعلى، أنت قلت يوماً إنّك تعبت من حرب الآخرين في لبنانك .. فأخبرنا هل هؤلاء الأطفال أبناء الجنوب هم (الآخرين) الذين يعتدون على سيادتك..أم هم أحباب الحياة، الذين سُرقت منهم الحياة ؟؟

نحن يا ريّس أبناء الجنوب وأبناء البقاع وأبناءضاحية العزّة والكرامة ..نحن من تطلب منّا تسليم السلاح والتخلِّي عن المقاومة..!!

ذات تصريح قلت:

أن لبنان تعب من حرب

الآخرين على أرضه...

ربما كنت متأثراً بمقولة سارتر الشهيرة( الجحيم هو الآخرون)

فمن هم هؤلاء (الآخرين) الذين أتعبوا لبنان ..؟؟

نحن..؟؟ من نعطي دون حساب ..ألمقاومة التي قدّمت آلاف الشهداء لتحمي لبنان ..!!

نحن الذين قدّمنا أغلى ما نملك سيد شهداء الأُمّة ..عليه السلام..

نعم نحن هؤلاء ( الآخرين )

نحن الذين عشنا عمرنا ما بين الصرخة والدمعة..

نحن الذين ضحكنا حين كان البكاء واجبًا ..!

نحن الذين أرتفع أنيننا نحو ألسماء..

وتألمنا بصمت ..

وكل منا لديه قصة مع الألم ..كانت لها بصمة على أرض الوطن

نحن الذين نستحق الإحترام ...

نـحن الذيـن ... تنـهدنا بـصمت وتجاوزنا أحزاننا وخسائرنا..

حين كان ... كل شيء يدعونا للصراخ

نحن الذين ... لم يحالفنا الحظ يومًا بأن نلقى التقدير من أخوة لنا في الوطن لقاء ما قدمناه..!!!

و لكننا ... مضينا قُدمًا في مواصلة أحلامنا ..

رغم إنهيارها فى كل مرة ..نحن الذين ندافع عن هذه الأرض ونحميها .. ونحتمل الوجع والفقد وألم الفراق..

نحن الذين بعد كل نهوض نسقط و نشد أزرنا

بأنفسنا و ننهض مرةً أخرى ..نقدِّم القرابين من الأحبّاء، وندفن قلوبنا في تراب لبنان ونحتسبهم عند الله .. ونأمل بالنصر ..وبعد كل كبوة ننهض ..ونواصل الألم والسير على طريق الجلجلة.. و كأننا نتحدّى الحياة و الخسارات العظيمة..ونصبر ..ونهب الوطن أعمارنا وفلذات أكبادنا ..

نحن الذين ... لا أحد نظر في أعيننا

ليرى دموعنا ...ويشهد كم الحزن .. والحب والألم في مآقينا..

نحن الذين نقاوِم ونُستشهد ولا ننتظر منكم ردّ الجميل..

نعم نحن سياج الوطن وحُماته والدم الذي روى ترابه، ومع كل زهرة تنبت في أرضه حكاية شهيد ..

نعم نحن (الآخرين )..!!!

ومجزرة بنت جبيل ستبقى وصمة عار على جبين دولة عاجزة عن حماية شعبها ،إن لم تتخذ هذه الحكومة الموقف الحاسم وتؤكد على التمسٌك بمصدر قوّتها، سلاحها المقدس، إمريكا تريد نزع سلاحنا وبالوقت نفسه لن تُسَلِّح الجيش هي واضحةجداً، يجب على جيشنا أن يحمي لبنان دون سلاح ، بالمحبة والطلاسم والتعاويذ .. فعلى الحكومة التوقُف عن حلم السلام والتركيز على ثلاثية القوّة،

شعب ..جيش.. مقاومة.. والتوقف عن مواضيع الإنشاء اللامجدية .. فالبكاء والإدانات ، والتشكِّي للهيئات الدولية (الأمريكية )لن توقف آلة الحرب الصهيوأميركية عن تدمير جنوبنا.. ولن تقذفهم بعيداً عن التلال التي أحتلٌوها ..ولن تمنع المجازر الإجرامية ، ولن تثأر لدماء أطفالنا الشهداء.. ولا سلام مع قتلة الأنبياء ..لا سلام بين السيف والرقبة.

هيام وهبي