عبد الحميد كناكري خوجة: عزيمة تقهر الهزيمة
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: عزيمة تقهر الهزيمة


حين يلامس الإجرام الأجرام في سماء غزة، ويدفن الرضيع في جحور الأمهات تحت الركام، يظن الغاصب أن الصمت الأعرابي صك غفران لجرائمه: لكن التاريخ يدون أن عدو السلام هو ذاته عدو الإنسان. من بين رماد البيوت تتقد جذوة مقاومة فدائية، ينهض رجال ونساء وأطفال ليقولوا للعالم: (أن ينصركم الله فلا غالب لكم) ومع كل شهيد يرتقي في غزة أو الجنوب أو إيران أو اليمن أوبلاد الشام، تنمو في القلوب قناعة بأن الحق الممهور بالدم الذكي لايهزم. تحية إلى بلاد الفجر المشرقي التي آوت المستضعفين، وإلى أرض صارعت استعمارا بغيظا دام لقرن وربع القرن قدمت من خلاله ملايين الشهداء العظماء خلدت أسماءهم في صفحات التاريخ الناصعة. وإلى أنصار الله في ابو العرب وجباله الباسقة الذين ثبتوا صمودهم في وجه العدوان، وإلى فيحاء الشام وذرى جبل الشيخ الشامخ حيث مازال الرجس غاصبا لترابه، وإلى أرز لبنان التمدن والفن والتحضر والجمال. وإلى أبطال غزة العزة والجنوب اللبناني بشكل خاص مسقط رأس سيد القادة نصر الله، حافظ الكرامة العربية والإسلامية. الشهيد أبو الشهيد هادي، نعم وألف نعم وبحق ولي النعم أنتم حماة الكرامة العربية والإسلامية والمسيحية الشقيقة. إن هذا الإصطفاف الأخلاقي ليس نزعة ايديولوجية فحسب، بل ميتافيزيقيا الحق وصراع النور مع الظلام. فالعدو ليس دينا ولا شعبا، بل مشروع احتلال ”نتن ياهوي" وأخواته وأزلامه، خبيث يسعى لتفتيت الأمة.

دعوتي: وحدة وتلاحم وتظافر للشعوب والجيوش العربية والإسلامية والأحرار في العالم، ونبذ التطبيع المذل. فالنصر المبين وعد إلهي: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) ورحمة لشهداء غزة والجنوب وإيران واليمن والعراق وسورية، ووفاءا لدمائهم حتى يتحرر كل شبر من الاراضي المغتصبة والمدنسة بأقدام العدو النجسة.

مفكر حر، محلل سياسي وإعلامي سابق في الغربة.