عبد الحميد كناكري خوجة: للدماء وفاء...وللشهداء بقاء.
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: للدماء وفاء...وللشهداء بقاء.


دم أزهر كرامة وأيقظ أمة.

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون.) آل عمران: 169

حين امتزجت دماء الشهداء بتراب غزة والجنوب اللبناني واليمن وسورية والعراق وإيران، إرتفع التراب مقاما، وخجلت الأقلام أن تفي بجميل تضحياتهم. تلك الدماء لم تكن نزفا عابرا، بل مدادا للعهد بأن فلسطين ليست للبيع، وأن كرامة الأمة ليست ورقة مساومة في مزادات الخضوع. أثبت مقاومو غزة أن الصبر مفتاح الفرج، وأن الحجر أصدق من ألف بيان. وأيقنا أن( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله) البقرة: 249

وثبت أبطال جبهات الصمود والتصدي والممانعة أن الوفاء لدماء الشهداء هو الحصن الذي يحبط مخططات المشروع الصهيوني الممول أعرابيا والمدعوم إمبرياليا.

نرفع قبعات الإحترام لكل دولة ناصرت فلسطين، ونزدري المرجفين المنبطحين الذين باعوا تراب الأوطان بثمن بخس، فمن باع الضمير لايمكن أن يشتري المجد. إن البطولة ليست في العتاد، بل في رباطة الجأش التي جعلت غزة منارة للصبر وأيقونة الحرية. ويبقى الوفاء للشهداء عهدا لايزول، فدمهم وعد ووصية بأن تصان الأرض والعرض، وأن تبقى راية المقاومة مرفوعة حتى يندحر الإحتلال وينكسر طغيان المال و الخذلان. وكما قال الشاعر: : ”إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر". ولتكن صرخة كل حر: على درب الشهداء نحيا...وبنهجهم ننتصر.

مفكر حر، محلل سياسي وإعلامي سابق في الغربة.