بقلم_الخبير عباس الزيدي

■تحديد المصالح

وضع حزب الله بقيادة سماحة السيد رضوان الله عليه عدة غايات واهداف ونفذها على شكل مراحل حسب الظروف والأحداث وامكانيات الحزب وقدراته المتاحة في كل مرحلةواضعا مصلحة لبنان الوطنية فوق كل اعتبار ولايعلو عليها شيئ اخر •

بحيث اصبحت كل سياسات ونشاطات وعمل حزب الله بدور مدار مصلحة لبنان الوطنية وما يعززها ويحميها من التهديدات والمخاطر عاملا على توفير حاجات ورغبات لبنان الحر ذي السيادة فيما له صله بالدول الاخرى حاملا تطلعات كل ابناء لبنان بكل مشاربه ومذاهبه و طوائفه لمستقبل زاهر فكرس جهده وجهاده واجتهاده لتحرير لبنان من جميع الاحتلالات والوقوف امام كل المحاولات التي تعبث بمصيره فكان للجانب الامني القدح المعلى ومن ثم الازدهار والحفاظ على القيم داخل لبنان وابراز تلك القيم فيما بعد على الساحة الدولية لانه وافع وفي حقيقة الامر رائد من رواد المقاومة •

ولابد الاشارة هنا الى ان عمله الجهادي في توفير الامن لم يقتصر على عمليات التحرير والدفاع عن ارض الوطن فقط بل وقف امام اي تهديد يؤثر على الامن وبذلك دافع عن الدولة بماهي دولة وكيان ومؤسسات ونظام سياسي وهذه نقطة امتنان يجب ان يعترف بها جميع من في لبنان خصوصا النخب والأحزاب السياسية وتسجل في سفر وتاريخ حزب الله وعليهم رد ذلك المعروف الذي تجسد بكثير من قوافل الشهداء والدماء الطاهرة والتضحيات الجسام علما ان حماية المواطن اللبناني من صلب عمل الدولة كذلك انفرد حزب الله في توفير امن واستقرار لبنان ليس فقط بصد العدوان المسلح بل حتى من الهجمات الارهابية •

أما على المستوى الاقتصادي فكان الأثر واضحا فبعد عمليات التحرير وضبط الامن شهد لبنان استقرار تمكن من خلاله من تعزيز قدرته الاقتصادية عن طريق السياحة و الاستثمارات الخارجية وتشجيع الشركات وارتقاء حركة الانتاج والصادرات

وللتذكير نقول ان ذلك حصل باضطراد طيلة المعارك وعمليات التحرير التي خاضها حزب الله في عام 2000 ومابعد حرب 2006 حتى طوفان الاقصى •

امام هذا الانجاز الكبير والفريد الذي حققه حزب الله بماهو حزب وليس دولة انحازا كبيرا ومن الطبيعي ان يكون موضع حسد واستهداف لذلك توجهت كل وسائل الاعلام والدعاية للنيل من حزب الله بكل الوسائل والادوات وخاض اكثر من حرب مركبةومزدوجة على مستويات متعددة ومختلفةلذلك انبرى حزب الله جاهدا للمحافظة على القيم وتعزيزها داخل لينان وفق ثوابته وقيمه الاخلاقية المقاومة وترسيخها في بيئته الخاصة وعموم ابناء لبنان ومن ثم ابراز تلك القيم على الساحة الاقليمية والدولية ونشرها والتي اصبحت محط انظار وإعجاب وتقدير الكثير من احرار العالم وقد جسد ذلك عمليا فكان حاضرا في ساحات قريبة وبعيدة جغرافية وديمغرافية وآيدلوجية واصبح لحزب الله من خلال تلك القيم الكثير من الحلفاء والمريدين و الداعمين واصبح مثالا يحتذى به لكثير من حركات المقاومة والتحرر في العالم الاسلامي وغير الاسلامي ومن الجدير بالذكر ان القيم التي حرص حزب الله على نشرها جعلت من المقاومة الاسلامية المعاصرة ثقافة ومنهاج خاص وعلامة مميزة للحزب تختص به و تستسخ هذه التجربة من قبل غيره

■تحديدمستوى اهمية المصالح( الاولويات)

لقد وفق حزب الله في تحديدمستوى اهمية المصالح تبعا للاولويات وميز مابين ماهو حيوي ومهم وماهو هامشي ورتبها بحيث لايتعارض بعضها مع البعض الاخر بحسب اهميتها مما ساهم في تحديد حجم الموارد المخصصة لها والسقف الزمني المطلوب لتنفيذها فبعض من تلك المصالح قاتل من اجلها لانها مصيرية تتعلق ببقاء لبنان وهويته ولايمكن المساومة عليها او المهادنة فيها وهناك مصالح مهمة تم تسويتها عن طريق المفاوضات •

وهناك منهج اخر نفذه حزب الله فيما يتعلق بتحديد مستوى المصالح وفق معيار الحيوية ومعيار المهمة جدا وفقا لحسابات المنافع الوطنية مقابل التكاليف وقيمة المصلحة واهميتها اوتلك التي تكون متحققة بصورة كاملة قبل غيرها وبين المصالح التي يمكن تحقيقها بشكل جزئي وعلى شكل مراحل واستند بذلك الى جملة من المعايير منها القيمةالحوهرية للمصلحة ومدى اهميتها ومستوى الإنجاز ومعيار الاسبقيةوالتسلسل كذلك معيار الاستعجال ومعيار الفرص و التهديدات

وبطبيعة الحال عملية تحديد المصالح تحكمها المتغيرات والضرورات

https://t.me/abbasalzady