ثلاثة علماء من أمريكا واليابان يفوزون بجائزة نوبل للطب
منوعات
ثلاثة علماء من أمريكا واليابان يفوزون بجائزة نوبل للطب
7 تشرين الأول 2025 , 11:32 ص

أعلنت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل عن منح جائزة نوبل في الطب لعام 2025 لثلاثة علماء من الولايات المتحدة واليابان، تقديرا لاكتشافهم آليات التسامح المناعي المحيطي — وهي العملية الحيوية التي تمنع الجهاز المناعي من مهاجمة خلايا وأعضاء الجسم السليم.

هذا الاكتشاف التاريخي أرسى أساس فهم جديد لكيفية عمل المناعة، ومهّد الطريق لتطوير أدوية مبتكرة لعلاج أمراض المناعة الذاتية والسرطان.

الفائزون بجائزة نويل للطب 2025

ماري إي. برانكو من معهد البيولوجيا النظامية في سياتل (الولايات المتحدة)،

فريد رامسدل من شركة Sonoma Biotherapeutics في سان فرانسيسكو،

شيمون ساكاغوتشي من جامعة أوساكا في اليابان.

وقد أعلنت لجنة نوبل أن الجائزة منحت لهم "عن اكتشافاتهم المتعلقة بالتسامح المناعي المحيطي"، وهي الدراسة التي كشفت عن دور نوع خاص من خلايا الدم البيضاء في منع الجهاز المناعي من مهاجمة أنسجة الجسم نفسه.

خلايا تي التنظيمية حراس حدود الجهاز المناعي

أوضح العلماء أن الجهاز المناعي يحتاج إلى ضبط دقيق: فإذا زادت قوته أكثر من اللازم، قد يبدأ في تدمير خلايا الجسم السليمة.

وقد اكتشف الفريق نوعا خاصا من خلايا المناعة يُعرف بـ الخلايا التائية التنظيمية (Regulatory T-cells)، التي تعمل كـ حارس حدود داخلي يمنع المناعة من مهاجمة الأعضاء الحيوية.

قالت أولّي كيمبي، رئيسة لجنة نوبل للطب، في بيانها الرسمي: "لقد لعبت اكتشافاتهم دورا حاسما في فهمنا لكيفية عمل الجهاز المناعي، ولماذا لا يُصاب الجميع بأمراض مناعة ذاتية خطيرة."

من الثمانينيات إلى نوبل 2025: ربع قرن من البحث

بدأت قصة الاكتشاف في عام 1995 عندما حدّد شيمون ساكاغوتشي وجود نوع جديد من الخلايا المناعية يختلف عن تلك المعروفة سابقا.

فقد كان يُعتقد أن "تحمّل الجسم لنفسه" يتحقق فقط من خلال تدمير الخلايا المناعية الخطيرة داخل الغدة الزعترية في عملية تُعرف بـ التحمل المركزي.

لكن ساكاغوتشي أثبت أن المناعة أكثر تعقيدا، واكتشف وجود نظام ثانٍ للتسامح المناعي خارج الغدة الزعترية يعتمد على الخلايا التائية التنظيمية.

دور الجين Foxp3 في السيطرة على المناعة

في عام 2001، تمكن كل من ماري برانكو وفريد رامسدل من تفسير سبب إصابة فصيلة معينة من الفئران بأمراض مناعة ذاتية حادة.

اكتشف الباحثان أن هذه الفئران تحمل طفرة في الجين Foxp3، الذي يُعد المفتاح الوراثي لتكوين الخلايا التائية التنظيمية.

كما بيّنا أن الطفرات في الجين نفسه لدى البشر تسبب مرضا مناعيا نادرا يُعرف باسم IPEX، يتميز بخلل مناعي حاد وهجمات ذاتية مدمّرة.

وفي عام 2003، ربط ساكاغوتشي بين هذه الاكتشافات ليؤكد أن Foxp3 هو المسؤول المباشر عن تطور الخلايا التائية التنظيمية، وهو ما فتح الباب أمام فهم آلية التسامح المناعي بدقة للمرة الأولى.

من المختبر إلى الطب الحديث

قاد هذا الاكتشاف إلى تطورات ثورية في علم المناعة، إذ أصبح أساسًا لتصميم علاجات جديدة ضد أمراض المناعة الذاتية والسرطان، كما ساعد في تحسين نتائج عمليات زراعة الأعضاء من خلال تقليل رفض الجهاز المناعي للأعضاء المزروعة.

تُجرى اليوم العديد من التجارب السريرية على أدوية تعتمد على مبادئ هذا الاكتشاف.

قيمة الجائزة

بلغت قيمة جائزة نوبل للطب لعام 2025 نحو 11 مليون كرونة سويدية (أي ما يعادل حوالي 96 مليون روبل) سيتم تقسيمها بالتساوي بين العلماء الثلاثة.

أهمية الاكتشاف

يمثل هذا العمل إنجازا علميا فريدا في فهم توازن الجهاز المناعي بين الحماية والهجوم، ويؤكد أن العلم الحديث مستمر في كشف أسرار الجسم البشري بعد أكثر من قرن على تأسيس جائزة نوبل.

المصدر: Science Mail