بقلم_ الخبير عباس الزيدي
■ تقييم التهديدات والفرص
نشأة وتكوين حزب الله في ظروف استثنائية ومن قلب المحن يوم كانت عناصرة معدودة عد اصابع الايدي وسط احتلالات متعددة الجنسيات وحروب اهليةوقوات أجنبية وظروف قاهرة يجب التركيز عليها فعندما يتأمل احد منا كيف استطاع حزب الله الوصول الى هذه المكانة وتحقيق الانتصارات الباهرة والانجازات العظيمة رغم كل تلك التهديدات والتحديات التي حولها الى فرص عندما كانت الفرص معدومة وبالتالي عملية الترقي والرقي الى الاعلى •
حزب الله مميز في كل شي على مستوى القادة والكوادر والافراد والتفكير والتنظير والتأطير والعمل والتنفيذ والتكتيك والاستراتيجية حتى على مستوى حواضنه وبيئته الخاصة لقد أثر في الجميع ولم يتاثر بغيره او أنعكس ذلك التاثير السلبي و الهجمات المضادة على ابنائه وعشاقه •
لم يكتفي حزب الله بقيادة سماحة السبد رضوان الله عليه في تحديد المصالح حسب مستوياتها بل ذهب الى تقييم الفرص و التهديدات لانها مطلب اساسي في صياغة الاستراتيجية التي هي بمثابة خارطة طريق ومرشد ودليل للسياسات التي تحقق المصالح وبالتالي بلوغ الاهداف بعد تقييم التهديدات التي تعترض سبيل الحزب ومواجهتها وايضا تقييم الفرص التي تدعم النجاح باعتبار كل من التهديدات والفرص القيمة المحددة للمصلحة
اولا_تقييم التهديدات •
لايمكن احصاء عدد التهديدات التي تعرض لها حزب الله منذ النشأة الاولى او منذ انطلاقه بالعمل الجهادي حتى هذه اللحظة هذه التهديدات مختلفة ومتنوعة ومتعددة بمختلف مصادرها وعناوينها فهي لم تقتصر على الاعداء فقط الذين يصعب عدهم وعديدهم ولم تكن مقتصرة من الخارج بل كانت من داخل وخارج لبنان يشترك فيها القريب والبعيد العدو والغريم والمنافس والطموح وربما الشريك في فترة زمنية ما •
وهناك تهديدات تعترض تحقيق المصالح الوطنية واخرى خطرة تهدد وجود لبنان ...الخ
وقد ادرك حزب الله بقيادة سماحة السيد رضوان الله عليه ذلك فعمد الى منهجية تقييم التهديدات بعد ادراك صفاتها وخصائصا ومنها
1_خطورة التهديد بلحاظ قدرات العدو وبالتالي معرفة درجة الضرر •
2_ معرفة توجه الخصم وهل يقع التهديد فعلا وهذا يعرف باحتمالية التهديد •
3_ معرفة وقت التهديد هل هو وشيك ام آني ام بعيد المدى وكل ذلك مرتبط بنوايا الخصم •
4_ الدرجة التي من الممكن التعاطي بها مع التهديد في مواجهته او من عدمها او تاجيل المواجهة وهنا تبرز قابلية ادارة التهديد•
ولم يغيب عن حزب الله سلم اولويات التهديد من حيث الخطورة والاحتمال أوالحدوث فكان تصنيفها وفقا للمعايير التي ذكرناها سابقا في الحلقة الثالثة على مستويات مختلفة منها مايلي
1_ تهديدات البقاء وهي الوجودية والمصيرية كالتي حصلت عند احتلال الكيان الصهيوني الغاصب واجتياح لبنان اوبقاء القوات الأجنبية المتعددة الجنسيات على الاراضي اللبنانية •
2_ التهديدات الوشيكة•
والمقصودبها التهديدات التي تعرض مصالح لبنان الى الخطر مثل انتشار عصابات الارهاب في المنطقة وخطورة انعكاسها على وحدة وامن لبنان وقد تعامل حزب الله في هذه الجزئية بحكمة بالغة ومسؤولية تامة نظرا لحساسية المواقف وردات الفعل المتوقعة بلحاظ لبنان ومكوناته المتعددالاديان و الطوائف والقوميات والثقافات وقد صنف مستوى قياس حجم التهديد الارهابي الى ..
الف_غيرمحتمل ضعيف ومنخفض
باء_ممكن لكن قليل الاحتمال بمعنى متوسط
جيم_ قوي الاحتمال
دال_خطير وعالي جدا
هاء_وشيك وحرج و شديد يستوجب رفع حالة التأهب القصوى •
3_الحالات الطارئة_
وهو المستوى الثالث من التهديدات التي تؤثر بشكل مباشر على امن لبنان ومن أشدها خطورة الحرب الاهلية او الصراعات العرقية والمذهبية التي يدفع نحوها العملاء ويغذيها مشغليهم وهي لازالت محل رهان كبير التي راهن ولازال يراهن كبير من قبل اعداء الله والانسانية واعداء لبنان •
هذه التهديدات لم تترك ولم يتم رصدها فقط بل تطلبت مواجهة وعملا دؤوبا وتضحيات جسام وليالي وسهر وجهود جبارة وغالبا ما تحولت تلك التهديدات الى فرص بمقتضى القاعدة التي وضعها واسس لها سماحة السيد رضوان الله عليه في تحويل التهديد الى فرصة وهي لم تكن عملية تشخيص ومعرفة التهديدات مجردة لذاتها فقط بل عمل حزب الله الى قياس وقدرات الاعداء كلا بحسبه على ضوء كل تهديد بعد ادراكه لخطورة وضخامة التهديد المعتمدة على قيمة المصلحة المهددة والصلة بين المصلحة والتهديد التي تعكس احتمالات التهديد وقرب وقوعه ودرجة اليقين عند التقييم وبذلك ادرك حزب الله وقيادته الفذة و الأسطورية الخطر والتعرض للخطر وللاذى والخسارة بمعنى معرفة درجة خطورة الخطر وطبيعة الخطر نفسه كذلك قيمة الاصول المعرضة للخطر الذي هو حاصل على ثلاث احتمالات _ احتمال تبلور التهديد استنادا الى نية وقدرات منشاء التهديد وايضا احتمالات نجاح التهديد استنادا الى درجة التعرض للخطر والاهم معرفة احتمالالتبعات المترتبة عند نجاح التهديد استنادا الى اهمية وقيمة الاصول المعرضة للخطر
ثانيا_تقييم الفرص •
الفرصة هي كل ظرف او حدث او مفصل زمني نستطيع من خلاله الارتقاء بالمصالح الى مستويات عليا سواء كانت هذه الظروف داخلية او خارجية
وفي قاموس وادبيات حزب الله تختلف الفرص عن غيرها فهو لاينتظر الفرصة فقط بل يبادر الى صناعتها او يدعم بيئة الفرصة ومحيطها لتولد فرصة خلاقة بالاضافة الى براعة سماحة السيد رضوان الله عليه وحزب الله في تحويل التهديدات الى فرص•
وكما في التهديدات اعتمد حزب الله على المنهجية في تقييم الفرص حسب خصائصها ومزاياها ومن اهمها
1_ حجم المكاسب وقيمة المصلحةعن طريق معرفة المدى الذي يمكن ان توفره الفرصة بموجب ضخامتها واهميتها
2_زمن حدوث او وقوع هذه الفرصة وقرب حدوثها هل هي متاحة او بعيدة او مستقبلية
3_ معرفة احتمالاتها بمعنى هل من الممكن استثمارها في وقتها ام مستقبلية وهل من الممكن استدامتها ام هي متلاشية نحو العدم او الى اللااهمية
https://t.me/abbasalzady
