نصر الله وأستراتيجية حزب الله (الحلقة السادسة)
مقالات
نصر الله وأستراتيجية حزب الله (الحلقة السادسة)
عباس الزيدي
8 تشرين الأول 2025 , 20:35 م

 نصر الله وأستراتيجية حزب الله (الحلقة السادسة)

بقلم _الخبير عباس الزيدي

■ تحديد الادوات

ان العمل على تحقيق الاهداف لغرض الوصول الى الغايات والمصالح لابد له من وجود ادوات او آليات والاخيرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمفاهيم الفرص والتهديدات والمصالح الوطنية كذلك مرتبطة بعناصر القوة وتاثيرها في البيئة الدولية عامة والمحلية خاصة وايضا مرتبطة بالموارد فضلا عن الطرق التي يمكن بها استخدام تلك الادوات وقد استطاع حزب الله توظيف ذلك كلا بحسبه فمثلا مايخص البيئة الدولية والعلاقة بين الادوات فقد وظف الاداة المثلى التي لايمكن منعها اوحجب استخدامها بعد معرفة حجم قوتها وفاعليتها في ظل التنوع الواسع للبيئة الدولية والامر ينطبق على البيئة المحلية عندما شرع في اختيار الاداة بعد معرفته بالظروف المتاحة واللازمة لعملها ونجاحها والظروف اللازمة لاستدامة الدعم الشعبي •

اما فيما يتعلق بتوظيف الاداة و علاقتها بالتهديدات و الفرص فقد اختار الاداة الافضل لمقاومة التهديدات وأستثمر الفرص التي تستفاد منها بصورة جيدة وبالتالي عزل الادوات الضعيفة لمقاومة التهديدات والتي تضعف او تفشل الفرص المتاحة او الفرص التي عمل على صناعتها واختار المصالح التي تدعم تلك الاداة وتتناغم معها وبرع في امكانية استخدام الاداة لعدة اهداف او لهدف واحد او لاغراض متعددة وقارن بينها وبين تلك التي تقوض السعي نحو تحقيق الهدف بعد معرفة خصائصها وايضا بمديات العلاقة بين الاداة مع المواردالتي تفرضها الاداة من حيث التكاليف و الأخطار وكيفية التقليل من تلك المخاطر وايضا الالتفات الى العلاقة المثالية بين الادوات مع بعضها البعض ومن هي التي تعمل على افضل وجه والاخرى المساعدة والساندة وطرق استخدامها فيما لو كانت مستترة او مكشوفة_واسعة او ضعيفة _حقيقية او محتملة _تدريجية ام اجمالية ..الخ وفي نهاية المطاف راح يهندس قوته الكامنة والقدرات التي يمتلكها حزب الله حسب متطلبات تلك الادوات التي تحقق الاهداف والمصالح والغايات ضمن الاستراتيجية الكبرى •

ربما يبدوا للوهلة الاولى وحسب ماتقدم سهولة التعاطي مع ماتقدم وكانما هناك آلية مجردة تنحصر في مواجهة التهديد او استثمار الفرص لتحقيق الاهداف عبر استخدام احد الادوات وكانها قوالب جاهزة فيها حسابات الربح والخسارة فقط والحقيقة خلاف ذلك لانها تتطلب جهود جبارة وقراءة شاملة ودقيقة وعامة ومركزة لكل شاردة و واردة وهي بحاجة الى كم معلوماني كبير وخطير وبمستويات مختلفة تدخل فيها القوة الكامنة لحزب الله وقدرات الاعداء تدخلا مباشرا والظروف المحيطة للبيئة المحلية والدولية والأحداث الطارئة ويكون لعامل الزمن والتوقيتات دورا كبيرا وهاما

وهناك اكثر من ميزة انفرد بها حزب الله فيما يخص تلك الموضوعة او الجزئية نذكر اليعض منها .....

1_ان الحزب لطالما اختار الاوات الاقرب والاسهل والاقل كلفة ومع ذلك حقق الردع وهو اعلى مراتب النجاح مابعد مواجهة التهديدات وتحقيق المصالح بقدرات وامكانيات متواضعة ومحدودة مقارنة بما يمتلك اعداء حزب الله او ماتمتلكه بعض الدول والانظمة

2_ كان لحظور سماحة السيد رضوان الله عليه دورا مهما في حسم الكثير من المواجهات حتى ان الكثير اعتبر سماحته نصف القوة زائد واحد

3_ ان كارزما وفاعلية القوة المضافة المتمثلة بسماحة السيد نصر الله رضوان الله عليه لم يقتصر على قضايا لبنان الوطنية والمصيرية فقط بل تعدى ذلك الى قضايا الامة المركزية حتى وصفه العدو بانه محور المحور والحقيقة التي لابد من التاكيد عليها تتمثل بان سماحة السيد حسن نصر الله كان من اقوى واشد عناصر النصر في المواجهة وتحقيق الاهداف والمصالح الوطنية في لبنان ولقضايا الامة واحرار العالم

4_لقد تخطى حزب الله بذلك الاقليمية في قضايا وملفات إنسانية ونال الاثر الطيب من خلال حضوره واستطاع التاثير في نتائج كثير من الملفات المعقدة والمنعطفات الخطيرة

5_ برع حزب الله في التشخيص واختيارة الاداة المناسبة وفي دقة التنفيذ لجميع الملفات المحلية والاقليمية والعالمية مما جعله محط اعجاب واحترام وتقدير العدو قبل الصديق •

6_ عمل حزب الله مثابرا مجاهدا وبكل تواضع ولم يإخذ منه الزهو مأخذا سلبيا فكان يعمل بصمت وحرفية عالية وكانت الانجازات والنتائج والانتصارات هي من تتحدث عن ذلك العطاء الثر العظيم

https://t.me/abbasalzady