جوائز علمية بديلة لجوائز نوبل
منوعات
جوائز علمية بديلة لجوائز نوبل
9 تشرين الأول 2025 , 12:40 م

في وصية ألفريد نوبل ذُكرت ثلاث فئات علمية فقط هي: علم وظائف الأعضاء والطب، الفيزياء، والكيمياء. ولكن تطوّر العلم الحديث وتفرّع المجالات بحث عن جوائز علمية تكمل هذا الإرث، لتشمل تخصصات لم تكن ضمن الفئة الأصلية في الجائزة. لذلك ظهرت مجموعة متنوعة من الجوائز العلمية البديلة التي تقدّم التقدير والتمثيل لتخصصات مثل الحوسبة، البيئة، علوم الأرض وغيرها.

بعض الجوائز العلمية البديلة لنوبل وأبرز الفائزين بها

فيما يلي بعضُ من أبرز الجوائز التي يمكن أن يحملها العلماء والرياضياتيون، وأسماء بعض الفائزين بها مؤخرا:

جائزة أبيل (الرياضيات): أُنشئت من قبل الأكاديمية النرويجية للعلوم عام 2002، وجائزتها المالية حوالي 750 ألف دولار. في عام 2025 نالتها مَasaki كاسيوارا من جامعة كيوتو لأبحاثه التي ربّطت بين الجبر، الهندسة والمعادلات التفاضلية. من بين الفائزين امرأة واحدة حتى الآن هي كارِن أولينبك عام 2019.

جائزة وولف (العلم والفن): أسَّسها صندوق وولف الإسرائيلي عام 1978، وتُمنح سنويا عن إنجازات بارزة في الفيزياء، الكيمياء، الطب، الرياضيات، الزراعة والفنون، وتُقدَّر قيمة كل جائزة بـ 100 ألف دولار.

جائزة لاسكر (الطب والبيولوجيا): تُمنح منذ عام 1945 للاكتشافات الأساسية والسريرية التي حسَّنت الصحة البشرية، وقيمتها المالية حوالي 250 ألف دولار. من الفائزين في عام 2025 باحثون في مجالات تعقيد الخلايا وعلاج التليف الكيسي.

جائزة تورينج (علوم الحاسوب): تُعرَف بـ «نوبل الحوسبة»، أسستها جمعية الحوسبة عام 1966. قيمة جائزة عام 2025 وصلت مليون دولار، ومن الفائزين فيها: أندرو بارتو وريتشارد ساتون لأبحاثهما في تعلّم التعزيز، وهو من أساسات الذكاء الاصطناعي المعاصر.

جائزة كافلي (الفيزياء الفلكية، النانو، وعلوم الأعصاب): تُمنح كل عامين، بقيمة مليون دولار لكل فئة، في عام 2024 تم تكريم اكتشافات في الكواكب الخارجية، المواد النانوية وعلم الأعصاب الخاص بالتعرف على الوجوه.

جائزة تايلر (البيئة): تُطلق عليها أحيانا «نوبل المحافظة على الطبيعة»، ومنذ عام 1973 تُمنح لمن ساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة، وقيمتها المالية 250 ألف دولار. في 2025 حصلت عليها ساندرا دياس وإدواردو برونديسيو لربطهما التنوع البيولوجي بجودة حياة الإنسان.

جائزة فيتليسن (علوم الأرض): تأسست عام 1959 للجيوولوجيا، علوم المحيطات وعلم المناخ، حيث حُرم هؤلاء المجالات غالبا من اهتمام نوبل، وتبلغ قيمة الجائزة حوالي 250 ألف دولار. آخر الفائزين (2023) هو ديفيد كولستيديت الذي أعاد في المختبر ظروف طبقة الوشاح الأرضية.

جائزة كيوتو (التكنولوجيا، العلوم والفلسفة): يمنحها صندوق إيناموري سنويا بثلاث فئات، وقيمة الجائزة نحو 670 ألف دولار. في 2025 نالها شونيتي أمارى لأعماله في نظرية الذكاء الاصطناعي وأزيم سُرانى لأبحاثه في جينومات الثدييات.

جائزة الألفية في التكنولوجيا (الهندسة): تمنحها الأكاديمية الفنلندية للتكنولوجيا منذ عام 2004، بقيمة مليون يورو، لتكريم ابتكارات تُحسّن حياة الإنسان. في 2024 نالها بانتوال جايانت باليجا لاختراعه أجهزة شبه ناقلة قوية.

جائزة دريبَر (الاختراعات الهندسية): تُسَمَّى باسم تشارلز دريبَر؛ تُمنح كل عامين من الأكاديمية الوطنية للهندسة في الولايات المتحدة، وقيمتها 500 ألف دولار. في 2024 تم تكريم ستيوارت باركين لأبحاثه في «سبينترونيكس» المستخدمة في التخزين السحابي.

جائزة إغنوبل (Ignobel): هي جائزة ساخرة مؤسَّسة عام 1991، تُكرّم الأبحاث التي تبدو أولا مضحكة ثم تُثير التفكير، مثلاً في 2025 فاز بها علماء يابانيون أثبتوا أن الأبقار المزينة بخطوط (مثل الحمار الوحشي) تتعرض لقرصات الذباب أقل، وفيزياء درسوا سلوك صوص «Kacho e pepe».

لماذا لم تحل هذه الجوائز مكان نوبل بعد؟

رغم أن هذه الجوائز رُغم سمعتها وقيمتها المالية المرتفعة في بعض الحالات تحقّق مكانتها العلمية، إلا أن جائزة نوبل لا تزال تتفوّق من حيث:

1. الرمزية البالغة والتاريخ الطويل: نوبل معروفة عالميا منذ أكثر من مئة عام، مما يجعلها مقياسا أخلاقيا وتاريخيا.

2. الضيق في الفئات الأصلية: الوصية الأصلية لنوبل تحصر التخصصات في علم وظائف الأعضاء والطب، الفيزياء والكيمياء، مما يترك مجالات ضخمة بلا تمثيل.

3. النفوذ الإعلامي والثقافي: الإعلان السنوي والتركيز الإعلامي والسياسي يجعل قيمة نوبل مُختلفة؛ الناس تنظر إليها ليس فقط كجائزة علمية وإنما كحدث عالمي.

الأثر والفوائد التي تحققها الجوائز البديلة

تُلفت الانتباه لتخصصات علمية حديثة أو متخصصة لا تغطيها جوائز نوبل.

توفر محفزات مالية وعلمية للباحثين، مما يدفع عجلة الابتكار.

تشجّع التنوّع الأكاديمي والجغرافي، بحيث يُمنح الباحثون من بلدان ومناطق مختلفة فرصة أكبر للتقدير.

تساهم في دعم البحث بين التخصصات (Interdisciplinary Science)، حينما تكون الجوائز مصمّمة لتكريم الإنجازات التي تجمع بين مجالات متعددة.

المصدر: Science Mail