علاج إشعاعي آمن ومنخفض الجرعة يخفف آلام خشونة الركبة
منوعات
علاج إشعاعي آمن ومنخفض الجرعة يخفف آلام خشونة الركبة
11 تشرين الأول 2025 , 13:56 م

كشفت تجربة سريرية حديثة أن جرعة منخفضة من العلاج الإشعاعي يمكن أن تكون وسيلة آمنة وفعالة لتخفيف آلام الركبة وتحسين الحركة لدى مرضى خشونة المفصل، دون الحاجة إلى الخضوع لعمليات جراحية معقدة أو تناول أدوية قوية.

وقد أظهرت الدراسة، التي أُجريت في كوريا الجنوبية، نتائج واعدة خلال أربعة أشهر فقط من العلاج، ما يفتح المجال أمام اعتماد هذا النهج كخيار علاجي محافظ وآمن.

نتائج تجربة سريرية واعدة

أوضحت التجربة، التي شملت 114 مريضاً يعانون من خشونة الركبة بدرجات خفيفة إلى متوسطة، أن جلسة واحدة من العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة أدت إلى انخفاض ملحوظ في مستوى الألم وتحسن واضح في الأداء الحركي.

وكانت الجرعة المستخدمة أقل بكثير من تلك المستخدمة في علاج السرطان، حيث بلغت أقل من 5% من الجرعات الإشعاعية التقليدية، ولم تُسجل أي آثار جانبية مرتبطة بالعلاج.

فجوة بين الأدوية والجراحة

يقول الدكتور بيونغ هيوك كيم، الأستاذ المساعد في قسم العلاج الإشعاعي بكلية الطب بجامعة سيول الوطنية والمحقق الرئيسي في الدراسة:

“يواجه المصابون بخشونة الركبة خياراً صعباً بين مخاطر الأدوية ومسؤوليات الجراحة. لذا هناك حاجة لعلاجات معتدلة بين هذين الخيارين، والعلاج الإشعاعي قد يكون الحل الأمثل للمرضى الذين لا يتحملون الأدوية أو الحقن.”

تُعد خشونة المفاصل أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً، حيث تصيب أكثر من 32.5 مليون بالغ في الولايات المتحدة، وتحدث نتيجة تآكل الغضاريف التي تحمي نهايات العظام، مما يسبب الألم والتيبّس ويحد من الحركة.

إحياء علاج منسي

رغم أن العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة يُستخدم على نطاق واسع في دول أوروبية مثل ألمانيا وإسبانيا لعلاج آلام المفاصل، إلا أن استخدامه ظل محدوداً في بقية أنحاء العالم بسبب قلة الوعي وغياب التجارب السريرية المحكمة.

وأكد الدكتور كيم أن هذا النوع من العلاج آمن تماماً، لأن الجرعات منخفضة جداً وتُوجه نحو المفاصل بعيداً عن الأعضاء الحيوية، مما يقلل من خطر الآثار الجانبية بشكل كبير.

تصميم الدراسة العلمية

أُجريت التجربة في ثلاثة مراكز أكاديمية كورية، حيث تم تقسيم المرضى عشوائياً إلى ثلاث مجموعات:

مجموعة تلقت جرعة منخفضة جداً (0.3 غراي)

مجموعة تلقت جرعة منخفضة (3 غراي)

مجموعة ثالثة خضعت لعلاج وهمي (بدون إشعاع فعلي)

تلقى جميع المشاركين ست جلسات علاجية دون علمهم بنوع العلاج الذي تلقوه، واقتصر استخدام المسكنات على الباراسيتامول فقط لتجنب التأثير على النتائج.

نتائج ملموسة بالأرقام:

بعد مرور أربعة أشهر:

70% من المرضى الذين تلقوا جرعة 3 غراي أظهروا تحسناً ملحوظاً في الألم والوظائف الحركية.

بينما بلغ التحسن في مجموعة العلاج الوهمي 42% فقط.

المجموعة ذات الجرعة الأدنى (0.3 غراي) لم تُظهر فرقاً إحصائياً كبيراً.

كما أظهرت النتائج تحسناً أكبر في مؤشر الألم والتيبّس والوظيفة البدنية لدى المجموعة التي تلقت الجرعة الأعلى، مما يؤكد تأثير العلاج الإشعاعي الفعلي بعيداً عن العوامل النفسية (تأثير الدواء الوهمي).

التمييز بين التأثير الحقيقي والوهمي

أوضح الدكتور كيم أن تصميم الدراسة كان دقيقاً لتفادي تأثيرات العلاج الوهمي، إذ اقتصر استخدام المسكنات على مستوى منخفض جداً لضمان أن الفروق بين المجموعات ناتجة عن العلاج الإشعاعي ذاته.

وأضاف: “نحو 40% من المرضى في المجموعة الوهمية أظهروا استجابة للعلاج، وهو أمر متوقع في أبحاث خشونة المفاصل، لكنه يؤكد أهمية الدراسات المحكمة في التمييز بين الأثر الحقيقي والوهمي.”

خيار علاجي جديد

يرى الباحثون أن العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة قد يكون الخيار الأنسب للمرضى الذين ما زال لديهم سلامة هيكل المفصل ولم يصلوا بعد إلى مرحلة التآكل الكامل.

فهو لا يُعيد بناء الغضاريف التالفة، لكنه يخفف الالتهاب ويؤخر الحاجة إلى الجراحة.

ويؤكد الأطباء أن الجمع بين الإشعاع والعلاجات التقليدية مثل العلاج الفيزيائي وتخفيف الوزن يمكن أن يعزز النتائج ويرفع من رضا المرضى.

دراسات مستقبلية قيد التنفيذ

يُجري الفريق البحثي حالياً متابعة لمدة 12 شهراً لتقييم مدى استدامة النتائج وربط التحسن بالأدلة الشعاعية لهياكل المفاصل.

كما يخطط لإجراء دراسات أوسع تشمل فئات مختلفة من المرضى وتحليل الجدوى الاقتصادية لمقارنة العلاج الإشعاعي منخفض الجرعة بالحقن والعقاقير الطبية.

المصدر: American Society for Nutrition