الكشف عن المفتاح الجزيئي الخفي للطاقة في النطاف
دراسات و أبحاث
الكشف عن المفتاح الجزيئي الخفي للطاقة في النطاف
11 تشرين الأول 2025 , 14:59 م

أظهر بحث علمي جديد كيف تتحول النطاف من حالة خمول إلى نشاط فائق، واكتُشف مفتاح جزيئي يُمكِّن من السيطرة على هذه العملية، هذا الاكتشاف قد يشكّل نقلة نوعية في مجال تحديد النسل للرجل ، عبر وسائل غير هرمونية وآنية.

في دراسة أجراها فريق من جامعة ولاية ميشيغان، تم تحديد مفتاح جزيئي يُفعّل الطور الفائق للطاقة في النطاف، مما يمنحها القدرة على الحركة السريعة للوصول إلى البويضة.

أوضحت النتائج أن إنزيما مهمّا يُدعى الألدولاز (aldolase) يلعب دورا أساسيا في تحويل الجلوكوز إلى طاقة، كما تبين أن النطاف تستمد الطاقة من مخازن داخلية قبل أن تبدأ رحلتها في الجهاز التناسلي الأنثوي، وهو أمر يفسّر قدرتها على التحرك لمسافات طويلة.

من بحوث الخصوبة إلى منع الحمل الذكري

سبق للدكتورة ميلاني بالباخ، من نفس الفريق، أن أظهرت في أبحاث سابقة أن تعطيل إنزيم حاسم في النطاف يمكن أن يجعل الفئران الذكور عقيمة مؤقتا، مما أثار الاهتمام بإمكانية تصميم وسائل منع حمل للرجال تعتمد على استهداف عملية الأيض في النطاف دون التأثير على مستويات التستوستيرون أو التسبب بعقم طويل الأمد.

وأكد الفريق أن فهم كيفية استهلاك الجلوكوز والطاقة في النطاف يُعدّ خطوة أولى مهمة، والهدف الآن هو اختبار مدى قابلية تعميم هذه النتائج على النطاف البشرية وغيرها من الأنواع.

دور الاكتشاف في تشخيص العقم وتعزيز التقنيات المساعدة

مع تزايد معدلات العقم، حيث تُصنّف حالة من بين كل ستة أشخاص بأنها تواجه صعوبات في الإنجاب، فإن فهم عملية الأيض في النطاف قد يساهم في تحسين اختبارات التشخيص وزيادة فاعلية التقنيات المساعدة على الإنجاب مثل التلقيح المجهري والتخصيب داخل المختبر.

منع الحمل عند الطلب عبر استهداف الطاقة النطفية

تركّز وسائل منع الحمل الذكورية التقليدية غالبا على كبح إنتاج النطاف، وهو نهج يستغرق وقتا طويلا للتأثير وغالبا ما يعتمد على الهرمونات.

لكن الاكتشاف الجديد يقترح نهجا بديلا: وسيلة منع حمل تعتمد على تعطيل مؤقت لنشاط النطاف من خلال تثبيط إنزيمات أساسية في معالجة الجلوكوز. بهذه الطريقة، يمكن للمستخدم أن يفعّل أو يُعطّل هذه الوسيلة حسب الحاجة، دون التأثير الجذري على إنتاج النطاف أو الهرمونات.

كما يشير الباحثون إلى أن حوالي نصف حالات الحمل في العالم غير مخططة، لذا فإن وسيلة كهذه تمنح الرجال خيارات أكبر في إدارة خصوبتهم، وتخفّف الضغط على النساء اللواتي يستخدمن وسائل هرمونية قد تترافق مع آثار جانبية.

التحديات والآفاق المستقبلية

لا تزال الأبحاث قائمة لدراسة كيف تستفيد النطاف من أنواع وقود أخرى مثل الفركتوز، وكيف يمكن استهداف إنزيمات تنظيم تدفّق الجلوكوز بأمان في الإنسان.

الطموح هو تطوير وسائل منع حمل آمنة، عكسية، وغير هرمونية، تُناسب كلا الجنسين، وتوفر تحكما فوريا في النشاط التناسلي.

لقد كشف العلماء مفتاحا جزيئيا خفيا في النطاف يتحكّم بتحولها من حالة خمول إلى نشط للغاية، عبر تنشيط عمليات الأيض. يعتمد هذا الاكتشاف على دور إنزيم الألدولاز وتحويل الجلوكوز إلى طاقة داخل الخلية. هذا الاكتشاف قد يمهّد الطريق لابتكار وسائل منع حمل رجولية تعتمد على تعطيل النشاط النطفي مؤقتا — أي عند الطلب — دون استخدام الهرمونات أو التأثير طويل الأمد على الخصوبة.