دواء مبتكر يفتح باب الأمل لتجديد أنسجة القلب
منوعات
دواء مبتكر يفتح باب الأمل لتجديد أنسجة القلب
11 تشرين الأول 2025 , 15:09 م

أعلنت جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت رسميا على بدء التجارب السريرية البشرية لدواء مبتكر يُعرف باسم AD-NP1، وهو أول عقار مصمم خصيصا لتحفيز تجديد أنسجة القلب والأعضاء الداخلية بعد التلف أو الإصابة.

هذا الإنجاز العلمي، الذي يقوده الباحث الدكتور أرجون ديب، يمهّد الطريق لجيل جديد من العلاجات التي قد تعيد الوظائف الحيوية للأعضاء المتضررة، خصوصا القلب بعد النوبات القلبية.

كيف يعمل الدواء الجديد؟

اكتشف الدكتور أرجون ديب أن أنسجة القلب لدى البشر والفئران بعد النوبات القلبية تُظهر مستويات مرتفعة من بروتين يُدعى ENPP1، الذي يسبب اضطرابا في إنتاج الطاقة داخل الخلايا ويُعيق عملية الإصلاح الطبيعي للأنسجة.

وبعد سنوات من البحث، نجح الفريق في تطوير جسم مضاد أحادي النسيلة يسمى AD-NP1 يقوم بـ إيقاف عمل بروتين ENPP1، مما يؤدي إلى تحسين عملية ترميم أنسجة القلب وتقليل تكون الندوب وتحسين وظيفة العضلة القلبية بشكل ملحوظ.

تمويل حكومي خالص ومشروع أكاديمي فريد

الدواء AD-NP1 تم تطويره بالكامل بتمويل من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) ووزارة الدفاع الأمريكية ومعهد كاليفورنيا للطب التجديدي (CIRM)، دون أي مساهمة من شركات خاصة أو مستثمرين.

وقال الدكتور ديب: "لقد تم تمويل هذا المشروع بالكامل من أموال دافعي الضرائب، وأُنجز بالكامل داخل منظومة جامعة كاليفورنيا. لم أتلقَّ أي دعم من شركات خاصة، وأتمنى أن يكون هذا نموذجا يُحتذى في تطوير الأدوية الأكاديمية المستقبلية."

وأضاف أن هذا النهج الأكاديمي الخالص يتيح خفض التكاليف وتسريع مراحل التطوير مع الحفاظ على التحكم العلمي الكامل بيد الباحثين.

آلية مبتكرة لتجديد الأنسجة دون استخدام الخلايا الجذعية

يُعد AD-NP1 من فئة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وهي جزيئات تُصنع معمليًا لتقليد وظيفة الأجسام المضادة الطبيعية في جهاز المناعة.

وأوضح الدكتور ديب أن الخلايا المصابة تحتاج إلى طاقة كبيرة للتجدد بعد الإصابة، لكن زيادة بروتين ENPP1 تعيق إنتاج الطاقة الحيوية داخلها، مما يمنع الشفاء.

عند استخدام AD-NP1 في التجارب على الحيوانات، ازدادت طاقة خلايا القلب وانقباضاتها بشكل أقوى، مما منع تطور فشل القلب بشكل فعال.

وأشار الباحث إلى أن مسارات إنتاج الطاقة في الخلايا متشابهة في جميع أنسجة الجسم، مما يعني أن الدواء قد يكون فعالا أيضا في الكلى وأعضاء أخرى بعد الإصابات الحادة.

خطوة نحو جيل جديد من أدوية الطب التجديدي

يؤكد ديب أن نهجه يعتمد على تنشيط قدرات الجسم الذاتية على الإصلاح بدلاً من زرع خلايا جديدة، قائلاً: "نحن نستغل القوة الكامنة في نظام الإصلاح الطبيعي للجسم ونحسن أداءه ليصبح أكثر فعالية."

وإذا أثبتت التجارب السريرية نجاح الدواء في البشر كما في الحيوانات، فإن AD-NP1 قد يصبح أول عقار من فئة محفزات تجديد الأنسجة القادرة على منع تدهور وظائف الأعضاء

أمل جديد لمرضى القلب حول العالم

يقول ديب: "لا يزال مرض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة والعالم. هدفنا أن يعيش الجميع حياة أطول وأكثر صحة. إن تطوير هذا الدواء خلال سبع سنوات فقط داخل مختبر جامعي يمثل إنجازا عظيما ونموذجا لمستقبل الطب التجديدي."

المصدر: Medical Xpress