يعدّ حبّ الشباب من أكثر أمراض الجلد شيوعا في العالم، ويظهر بشكل رئيسي لدى المراهقين والشباب، تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من هذه الفئة تصاب بنوع من أنواع حبّ الشباب، وقد تصل النسبة في بعض البلدان إلى 95%، مع ذروة الانتشار في سن الثامنة عشرة تقريبا.
لكن حبّ الشباب ليس حالة واحدة بل مجموعة من الحالات الجلدية التي تختلف في الشكل والسبب والعمر، فمثلا، الوردية الشبيهة بحبّ الشباب تُصيب غالبا البالغين ذوي البشرة الفاتحة في منتصف العمر.
الأسباب والعوامل المسببة لحبّ الشباب
تتنوع أسباب ظهور حبّ الشباب بين العوامل الهرمونية، والتعرض لبعض المواد الكيميائية، أو استخدام أدوية معينة، أو حتى أنشطة مهنية وهوايات تسبب تهيّج الجلد.
العامل المشترك بين جميع الأنواع هو الالتهاب الجلدي الناتج عن انسداد الغدد الدهنية بالزيوت والشوائب.
وبحسب موقع The Conversation من أبرز العلامات الأولى لظهور حبّ الشباب ما يُعرف بـ الرؤوس السوداء والبيضاء (الكوميدونات). وعندما تتفاعل المادة المسدودة مع الهواء، تُصبح الرؤوس داكنة اللون، في المراحل الأولى، تكون الحالة بسيطة وغير التهابية، لكن مع الوقت قد تتطور إلى حبوب ملتهبة مليئة بالصديد أو أكياس مؤلمة.
لماذا لا يجب عصر البثور؟
قد يشعر المصاب برغبة في عصر الحبوب، لكن هذا التصرف يزيد من تفاقم المشكلة، حيث يدفع البكتيريا إلى عمق الجلد، مما يؤدي إلى التهابات أعمق وتكوّن ندوب دائمة.
البكتيريا والهرمونات وراء الكواليس
السبب الجوهري لحبّ الشباب هو بكتيريا Cutibacterium acnes التي تتكاثر داخل الغدد المسدودة.
وخلال فترة البلوغ، يؤدي ارتفاع هرمون التستوستيرون إلى زيادة إفراز الدهون، مما يهيئ البيئة المثالية لنمو هذه البكتيريا. كما يمكن أن تؤدي متلازمة تكيس المبايض أو الأدوية الستيرويدية إلى النتيجة نفسها.
أنواع أخرى من حبّ الشباب
حبّ الشباب العصبي (Acne excoriée): ناتج عن الحَكّ أو العصر المتكرر للبثور مما يسبب ندوبا .
حبّ الشباب التجميلي (Acne cosmetica): بسبب استخدام مستحضرات تجميل دهنية تسدّ المسام.
حبّ الشباب الميكانيكي (Acne mechanica): ينتج عن الاحتكاك أو الضغط المستمر، مثل الرياضيين الذين يرتدون ملابس ضيقة أو خوذات لفترات طويلة.
عنق العازف (Fiddler’s neck): حالة تظهر لدى عازفي الكمان بسبب احتكاك الآلة المتكرر بالذقن.
خرافة النظافة وحب الشباب
يعتقد البعض أن حبّ الشباب ينتج عن قلة النظافة، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما. النظافة المفرطة أو الغسل الزائد قد تُهيّج الجلد وتفاقم الالتهاب بدلا من علاجه.
طرق علاج حب الشباب
1. العناية اليومية ونمط الحياة
تجنّب المنتجات الدهنية أو المعطرة.
استخدم مستحضرات مكتوب عليها "غير كوميدوجيني" (Non-comedogenic) أي لا تسد المسام.
اتّبع نظاما غذائيا متوازنا غنيا بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، مع تقليل السكريات والأطعمة المصنعة.
2. العلاجات الموضعية
الريتينويدات (Retinoids): مشتقات فيتامين (أ) تعمل على تهدئة الالتهاب وتقليل إفراز الدهون.
المضادات الحيوية الموضعية: تقلل من البكتيريا المسببة للالتهاب.
بيروكسيد البنزويل: يفتح المسام ويمنع نمو البكتيريا، لكن يجب الحذر لأنه مادة مبيّضة قد تؤثر على الملابس والفراش.
3. العلاج بالأدوية الفموية
إذا لم تفلح العلاجات الموضعية، يمكن للطبيب وصف مضادات حيوية فموية، علمًا أن النتائج قد تستغرق من 6 إلى 8 أسابيع للظهور.
في الحالات الشديدة، قد يصف الطبيب الريتينويدات الفموية (مثل روأكيوتان)، وهي أدوية فعّالة لكنها تتطلب متابعة دقيقة نظرا لآثارها الجانبية المحتملة.
التأثير النفسي لحب الشباب
حبّ الشباب ليس مجرد مشكلة جمالية، بل قد يترك آثارا نفسية عميقة مثل القلق، تدني الثقة بالنفس، أو الاكتئاب. لذلك، من المهم الجمع بين العلاج الطبي والدعم النفسي عند الحاجة.
حبّ الشباب مشكلة شائعة، لكنها ليست بسيطة. بالتشخيص الصحيح والعلاج المناسب يمكن السيطرة عليها واستعادة صحة البشرة وثقة النفس.
إذا كانت حالتك تزداد سوءا أو تؤثر على حالتك النفسية، استشر طبيب الجلدية فورا.