كشف المركز الفنلندي للبحوث التقنية عن 25 مكوّناً نباتياً مبتكراً يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في صناعة مستحضرات التجميل المضادة للشيخوخة.

فقد قام الخبراء بدراسة أكثر من 100 مستخلص نباتي واختبروا تأثيرها على 20 علامة حيوية رئيسية للبشرة ترتبط بالالتهابات والتقدّم في العمر، ليتبيّن أن 25 منها تمتلك خصائص فعالة تستحق اعتمادها في منتجات العناية الحديثة.

من المكونات المنفردة إلى الأنظمة الحيوية المتكاملة

في السابق، كانت الأبحاث تركز على مركبات محددة داخل النباتات، أما الآن فبات العلماء يتعاملون مع كل نبتة كوحدة متكاملة من المواد الحيوية الفعالة. وتمزج هذه المقاربة الجديدة بين الكفاءة العالية والمسؤولية البيئية، إذ يتم الحصول على المكوّنات من النباتات المزروعة في البيوت الزجاجية أو من الثقافات الخلوية، بل وحتى من المخلفات الزراعية التي كان مصيرها أن تتحول إلى نفايات. كما أُجري تقييم دقيق لدورة حياة هذه المواد وجدواها الاقتصادية لضمان استدامتها.

أقوى الاكتشافات النباتية في مقاومة الشيخوخة

من أبرز النتائج التي توصل إليها الباحثون:

مستخلص عشبة "السينغي" الدنماركية (Cochlearia danica):

أظهر هذا النبات نشاطاً مزدوجاً مذهلاً، إذ يمتلك تأثيراً مضاداً للالتهابات ومجدداً للبشرة، إلى جانب خصائص قوية مضادة للميكروبات تفوقت على العديد من المكوّنات التقليدية المستخدمة في صناعة مستحضرات التجميل.

مستخلص الفلفل الاستوائي (Capsicum chinense):

يوفّر حماية فعالة لخلايا الجلد ضد الإجهاد، ويُعد بديلاً آمناً لكل من الريتينول وفيتامين C بفضل قدرته على مقاومة البكتيريا المسببة للالتهابات مثل Staphylococcus aureus MRSA، دون أن يسبب أي تهيج للبشرة.

جذور الريحان المشعّرة (Ocimum basilicum):

تمتاز بقدرتها على منع تكسير الكولاجين في البشرة، مما يساعد على تأخير علامات التقدّم في السن، مع الحفاظ على مستوى الترطيب الطبيعي للجلد.

نحو جيل جديد من مستحضرات التجميل الذكية

يمهّد هذا المشروع الطريق لظهور جيل جديد من منتجات التجميل التي تجمع بين الفعالية، والأمان، والاستدامة البيئية. فالابتكارات المستخلصة من النباتات تُظهر كيف يمكن للتقنيات الحيوية أن تُحدث ثورة في عالم العناية بالبشرة، لتجعل الجمال أكثر انسجاماً مع الطبيعة.