قد تتبع جميع قواعد النوم الصحي: تنام في وقت محدد، تتجنب الكافيين مساءً، وتهوّي الغرفة جيداً، ومع ذلك تجد نفسك مستيقظاً. السبب قد يكون ضوء القمر الكامل الذي يخترق الستائر، ويؤثر على دماغك وإيقاعات الاستيقاظ القديمة، حتى لو كنت في قلب مدينة حديثة.
أدلة علمية على تأثير القمر
في عام 2013، لاحظ علماء سويسريون نمطاً مثيراً للاهتمام:
قبل البدر، كان الناس ينامون أقل بحوالي 20 دقيقة،
ويستغرقون وقتاً أطول في الدخول في مرحلة النوم العميق،
كما انخفضت نشاطات الدماغ بنسبة 30٪، وتراجع مستوى الميلاتونين، هرمون النوم، بشكل ملحوظ.
يشير ذلك إلى أن ضوء القمر قادر على إبقاء الجسم في حالة يقظة حتى في الليل ، تماماً مثل أي مصدر ضوئي آخر يقلل إفراز الميلاتونين.
الرجال أكثر تأثراً من النساء
أظهرت التجارب لاحقاً أن الرجال يفقدون وقت نوم أكبر من النساء—قد يصل إلى ساعة كاملة—ويصلون إلى مرحلة الأحلام ببطء أكبر. ورغم أن ظروف المختبرات قد تؤثر على النتائج، فإن الدراسات لاحقاً في البيئات الطبيعية أكدت هذا التأثير.
القمر والبيئات الطبيعية
انتقل باحثو جامعة واشنطن لمراقبة النوم في ثلاث مجتمعات أرجنتينية: من الضواحي الحضرية إلى قرى بلا كهرباء. استخدم المشاركون ساعات لتسجيل مراحل النوم، وكانت النتيجة واضحة: في الليلة التي تسبق اكتمال القمر، نام الناس أقل واستغرقوا وقتاً أطول في النوم، بغض النظر عن وجود إضاءة اصطناعية أم لا.
يفترض العلماء أن هذا التأثير هو أثر تطوري قديم: عندما كانت الليالي مضيئة، كان أسلافنا يستغلون الساعات الإضافية للصيد أو التواصل أو أداء الطقوس، وكان ضوء القمر إشارة للنشاط. اليوم، حلّت شاشات الهواتف مكان ضوء القمر، لكن جسم الإنسان لا يزال متأثراً بالإيقاعات القديمة.
إذا كان ضوء القمر الكامل قادرا على تقليل النوم ساعة كاملة، فتصور تأثير الشاشات الساطعة مباشرة أمام وجهك في الليل.