أكدت ماريا زولوتاريفا، الحاصلة على درجة الدكتوراه في العلوم الصيدلانية وكبيرة المحاضرين في قسم التكنولوجيا الحيوية والصيدلة الصناعية بجامعة RTU MIREA الروسية، أن الخبز المصنوع بالخميرة لا يشكل أي خطر على الصحة العامة ولا يؤدي إلى زيادة الوزن، على عكس ما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الأوساط المهتمة بالتغذية الطبيعية.
وقالت زولوتاريفا في حديثها لموقع «Газета.Ru» إنّ المعتقدات الشائعة حول ضرر خميرة الخبز لا تستند إلى أي أساس علمي، بل هي مجرد خرافات تُستخدم للترويج لما يسمى بالخبز “الخالي من الخميرة”.
الحرارة تقتل الخميرة بالكامل أثناء الخَبز
أوضحت الباحثة أن جميع الخمائر الموجودة في العجين تموت كلياً أثناء عملية الخَبز بسبب الحرارة المرتفعة داخل الفرن.
وأضافت قائلة: "درجة الحرارة داخل لبّ الخبز نادراً ما تقل عن 95 إلى 98 درجة مئوية، بينما تصل حرارة القشرة الخارجية إلى ما بين 130 و150 درجة مئوية أو أكثر. وبما أن الخمائر هي كائنات فطرية أحادية الخلية تحتوي على البروتينات، فإنها تبدأ بالتحلل والموت عند درجات حرارة تتراوح بين 50 و60 درجة مئوية فقط، أي قبل أن يكتمل الخَبز بفترة طويلة."
بذلك، يستحيل بقاء أي خلايا خميرية حية في الخبز بعد الخَبز عند حرارة 200 درجة مئوية، وهو ما يدحض تماماً فكرة أن الخميرة تسبب اضطرابات في الأمعاء أو تؤدي إلى زيادة الوزن.
الخرافة التي غذّتها الدعايات “الطبيعية”
أشارت زولوتاريفا إلى أن الأسطورة المتعلقة بخطر الخميرة يتم الترويج لها على نطاق واسع في الكتب والمواقع “الطبيعية” أو “البديلة”، بغرض التسويق للخبز الخالي من الخميرة.
لكن المفارقة، كما تقول الخبيرة، أن هذا النوع من الخبز يُحضّر عادةً باستخدام خمائر طبيعية (برية) وبكتيريا ناتجة عن التخمير بالجنجل (الهوب)، أي أنه في الواقع ليس خالياً من الخميرة إطلاقاً.
السبب الحقيقي وراء زيادة الوزن ليس الخبز
وأضافت الخبيرة أن الاعتقاد بأن الخميرة مسؤولة عن مشكلات السمنة والهضم هو تبسيط مفرط لقضايا معقدة.
فكثير من الناس يبحثون عن “عدو واضح” لتبرير مشكلاتهم الصحية، بدلاً من الاعتراف بالعوامل الحقيقية مثل النظام الغذائي غير المتوازن ونقص النشاط البدني.
وتابعت: "من السهل إلقاء اللوم على الخميرة، لكن العلم الحديث في مجالات التغذية والطب الوقائي أثبت أن الخميرة منتج طبيعي قديم وآمن تماماً، استخدمه الإنسان منذ آلاف السنين في صناعة الخبز والنبيذ والبيرة، ولم تُثبت أي أبحاث موثوقة وجود آثار ضارة له على الصحة."
الخميرة صديقة الإنسان منذ آلاف السنين
أكدت زولوتاريفا في ختام حديثها أن جميع الدراسات العلمية الموثوقة في مجالات التغذية وسلامة الأغذية تنفي تماماً المزاعم المنتشرة حول ضرر الخميرة، مشددةً على أنها جزء أساسي من التراث الغذائي الإنساني، وأن تناول الخبز المصنوع بها آمن وصحي متى ما تم ضمن نظام غذائي متوازن.