تغيير وجه دمشق الشخصي اي حكامها و خطها السياسي مبدئيا ....و لا استغراب عودتها الى الممانعة عبر الممر الروسي و التركي بانتظار عودة طهران، إنها السياسة فرأس النظام المؤقت لن يستطيع ان يبقى معلق في الهواء تتنازعه مراكز القرار.
لاشك حفر البعث جذوره فيها نهجا و كوادرا هو هو تجلى ذلك في تصرفات رأس النظام الجديد في كل سياساته الداخلية و على ما يبدو الخارجية .... و كأنها نسخة عن النظام السابق فقط ارخى لحيته ليصبح بعثي يمين اسلامي و يحاول نقلها إلى محور مضاد، المؤسف نقل عاصمة الامويين الى مفعول بها بعد أن كان فاعلة او حد ادنى تشارك في الفعل البعث اليساري (الاشتراكي) على مدار نصف قرن كان ثابت السياسة التحالف و علماني المجتمع (الدين لله) الفرق ان النظام السابق رسم نهايته حين لعب بالنار قبل الانقلاب عليه رغم التحذيرات بمساندته المقاومات على مدى نصف قرن من وجهة نظر اسرائيلية وأن رأسه من الاقليات و لم يساوم او يوقع استسلاما ، كانت ضرورة اخونته ب فتوى فرض عين من الحاخامات و رجال الدين بطلب من الحكام التي انفقت مئات المليارات للتخلص منه ،لانه اسقط ورقة التوت عنهم " إنها واقع قصة اهل القرية التي تم اغتصاب كل نسائها الا واحدة فقام النسوة بقتلها لاحقا حتى لا تفضح ما جرى لهن" و أرادوها اموية المظهر و ساحة نفوذ مستباحة صفر تأثير في الإقليم والمنطقة هذا حصيلة جهد العالم تقريبا وأدواته المحلية و الإقليمية ، اليوم السلطة في الشام تتحو اتجاه الاموية بالمفهوم المجتمعي الاخلاقي المذهبي للحصول على تأييد شعبي فقط مستخدمة مظلومية المكون المذهبي الاكثري و لكن تناثرت اشلاء ما بين البيزنطة ، الرومان ، الصهيونية و العثمانية، بينما اموية الشام السياسية وصلت اسبانيا نفوذا و حضور، بعد دمشق القرار الواحد والموقف في السياسة الخارجية الثابت وهي كانت الدكتاتورية الوحيدة في (واحة الديمقراطية التي ارستها الانظمة العربية لمواطنيها ) لذلك هب الكون( لدمقرطة) دمشق ، التي سوف توازن حسب حاكمها الجديد بين مراكز القرار العالمي انها نظرية الضعفاء و اللارادة… كيف يمكن ان توازن بين من يشتهيها من الضباع و ما أكثرهم كانوا و ما زالوا الأصل عندما تكون قويا تكون مؤثرا ، و الكل يخطب ودك
و مساعدتك...اليوم من سوف يسمح لدمشق بالعودة إلى رونقها السياسي والكل يريدها له وحده و هي المستهدفة ابدا كانت ، كانت دمشق في الماضي توزع خيراتها على الجميع وقت الحاجة و تستقبل العرب بلا قيود إقامة ، دراسة و تهب قمحها لمن هو بحاجة اليه و اصابه قحط ، كان العرب يتسوقون اصبحت اليوم تطلب رغيف الخبز بعد آكتفآء ذاتي لعقود و صفر قروض بنك دولي ، هل لاحد ان يقول ماذا تغير اليوم نتيجة اربعة عشر عاما و ما هي النتيجة …؟ عادت اليوم إلى نفس الدوامة التي تشكلت من ربع قرن تقريباً. فالرئيس السوري المؤقت على وجه السرعة إلى موسكو التي تعلم ان الطريق سوف يوصله الى درج الكرملين المتعب ، فبعد سنوات طويلة كان فيها مقاتل في التنظيمات التكفيرية من القاعدة إلى كل فروعها اللاحقة ، و الذي طارده الجيش الروسي لسنوات عديدة إنها نقطة تحول جديدة مهولة في العلاقات الروسية السورية للكثيرين ، مثل هذا التقارب غير متوقع و شيء من الخيال و المفارقة غاب مفهوم التحرير من قاموسه في اللقاء حتى لم يتلفظ بكلمة عن النظام السابق و كذبة التحرير لن تتطلي على زعيم الكرملين لانه احد طباخي الطبق السوري … و الروس ورثة السوفييت لذلك بعد هدوء و متابعة لمدة سنة تقريبا، في انتظار مآلات و مراقبة الاحداث و بسبب معرفتهم بالوضع و تفاصيله و يعرفون مزاج الشعب السوري وعاشروه و تواصلوا مع مختلف فئاته منذ دخولهم المباشر إلى الارض، و بدون خسارة العلاقة القوية التجارية مع تركيا ها هي تعود مع بقائها في سورية عسكريا لتوازن ما بين الحالة اليوم في اوكراينا و الحالة السورية ، مع استشعار السلطة المؤقتة ان روسيا قد تنظر إلى الساحل بطريقة ذاتية لتحمي مواقعها والذي كالجمر تحت الرماد بعد المجازر ، و ربما بالتنسيق مع تل ابيب لكي تخرج تركيا من وهم وضع يدها على تلك المنطقة بعد غدرها و الإطاحة بحليفها الموثوق ، لذلك باركت انقرة ، بل ارسلت الشرع إلى زعيم الكرملين لتقديم كل ما يلزم كونه الوحيد القادر على التفاهم مع نتنياهو و ربما تطمين الشرع خوفا من قرار تل ابيب باخراجه من قصر الشعب و أيضا يحتاج النظام الجديد إلى تعزيز شرعيته أكثر ،و حل المشكلة الاقتصادية و الأمنية التي يمكن لموسكو على الأقل المساعدة في تخفيفها و بالنسبة لفلاديمير بوتين ، استقبال الشرع بعد الانقلاب على الرئيس الاسد و الذي بموجب الدستور مازال رئيس البلاد هو سبب مقلقا المقربين حتى هذه اللحظة هنا الخوف الحقيقي في وسط وغرب الجغرافيا ( ملعب روسيا الحقيقي ) روسيا كانت وتبقى لاعب مهم للغاية في الشرق الأوسط وعلى الخارطة السورية مع كل المكونات السورية حتى الكرد .
30 أيلول 10 سنوات بالضبط بداية عملية القوات الجوية الروسية في سوريا في ذلك الوقت ، كان أحد الأهداف الرئيسية للجيش الروسي هو محاربة مسلحي جماعة جبهة النصرة الإرهابية ، بقيادة أحمد الشرع والمعروف ب أبو محمد الجولاني ، أن يتم الترحيب به في روسيا يشكل نموذج للنظام العالمي الجديد "الاعتراف بالحقائق على الأرض" و ايضا دعوة و إشارة للغرب للاعتراف بالتغيرات الإقليمية و تحديداً الوضع الأوكراني الأمر نفسه مع سوريا بما أن الحقائق على الأرض قد تغيرت، فإن روسيا مستعدة للاعتراف بالشرع بعد ان قدم وأكد قانونية كل اتفاقيات روسيا مع النظام السابق و لن يمانع في إعادة تشكيل الجغرافيا السورية فيدراليا في نهاية المطاف ، اذا من الواضح ان روسيا عادت بزخم و ضرورة في تشكيل المشهد السوري المعقد و يمكن لموسكو منح السلطات الجديدة في سوريا فرصة الحصول على اعتراف دولي فهيئة تحرير الشام لا تختلف عن حركة طالبان و قد فعلها الكرملين و اعترف بحركة بطالبان ، زعيم هيئة تحرير الشام( المنتصر) من نفس المنبع و رئيس النظام الجديد هذا يمنحه أيضا فرصة الخروج من تحت عباءة الوكيل التركي الوحيد المهيمن وهو ما تسعى إليه كل من السعودية و الامارات بدعم مصري ، و لان اصبح واضح ان علاقاته مع تركيا و قطر لا تكفي لشرعنة بقائه فإن الاعتراف به من قوة عالمية مثل روسيا يمنح الشرع مكانة دولية مختلفة تماما ، اضف الى هذا ، فإن خيارات موسكو متعددة اليوم و تأثيرها لن يزول في المنطقة من خلال علاقاتها مع إيران و اقتصاديا مع تركيا إلى اليمن انصار الله و ليبيا حفتر و افريقيا ، في نهاية المطاف تل ابيب ، لكن من يعرف بوتين يعلم انه لن يتقبل خسارة تامة وقواعده باقية في سوريا موحدة او فيدرالية مع الامتيازات السابقة و هما الخيارين اليوم و ما يتم الاتفاق علية بين عواصم القرار حبيا ام بالإكراه.
تبقى الولايات المتحدة هي العقبة الاصعب ، التي تدعم الأكراد و التشكيلات القبلية في شمال و شرق سوريا واسرائيل وضعت يدها على ثلاث محافظات في الجنوب لذلك تبرز الحاجة للنظام و تركيا اردوغان في دور روسيا الأكثر ملائمة و يشكل ثقل متناظر للنفوذ الأمريكي و حلفاء واشنطن
ثم مسألة العلاقات المتوترة مع إسرائيل التي ترفض توقيع سلام مع الشرع و اعطائه ضمانات بعد أن دمرت جميع الأسلحة السورية عقب حل الجيش و احتلت ربع مساحة سوريا ترهقه رغم كل التنازلات من طرف واحد ، هنا يمكن لروسيا أن تلعب دور مهم مع تل أبيب.
نحن في مسارين محتملين من قبل موسكو في الساحة السورية و المساعدة العسكرية فهي بعيدة المنال حاليا ،الا بدفتر شروط أولها اولا بعودة الهيكل الرئيسي البشري للجيش السابق هو شرط لازم وضعته موسكو اما مصير الوجود العسكري في جنوب وغرب سورية يكون على غرار الحالة الأمريكية-الكردية في الشمال الشرقي حكم ذاتي ، سيتم ضمان هذا الكيان من قبل القوات المسلحة الروسية بطريقة الوضع مع الأكراد ، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال سوريا بدعم من الولايات المتحدة ، على الساحل السوري بموافقة او بدونها الشرع و بشرط اخراج كل ميليشياته و خاصة الاجانب بداية او تقوم روسيا بتلك المهمة و تشكيل قوى امنية إدارية محلية ، صحيح ان روسيا منيت بخسارة عندما اضطرت إلى التخلي عن حليفها و لكن وقائع الحرب مع الناتو رسمت مسار هذه الخسارة .
كذلك امر آخر ، من يعرف ماذا في قادم الايام ؟ و لا بأس من اخذ العبرة من “مرسي “مصر ، بعد ان تخلى عنه العرب و العجم حينها لحق بوتين من مكان إلى آخر كي يجتمع معه إلى ان حدث اللقاء و ثم تحدد مصيره بعد فشل الوساطة باخذ الضوء الاخضر من تل ابيب واشنطن للبقاء في السلطة بعد حوالي الشهرين من ذلك اللقاء كلنا نعلم ماهو مصيره هل يعود الشرع إلى الحلف الروسي الإيراني بدعم تركي في نهاية المطاف عليه الاختيار تحت حالة الضياع مابين مراكز القرار التي اوصلته الى طريق مسدود بعد ان ادى معظم اوامرها ..؟ من جهة ٱخرى منح حق اللجوء للأسد اعطى مصداقية للقيادة الروسية التي قد تصبح ملاذه ايضا ، من يدري ..؟ بعد الموافقة على طلبات موسكو قد تمنح آركان النظام الحالي وعدا و شخصيا للشرع مع رفاقه و عائلاتهم في نهاية آمنة بجوار الكرملين فقد تبين أن روسيا الوحيدة القادرة اليوم ان تعطي مثل هذه الضمانات.
بشار الاسد كان حليف روسيا و قاتلا جنبا إلى جنب و منحها افضلية اقتصادية و هو يناسب موقفها و قوتها و هذا حق دستوري و قانوني بين اي دولتين ، المفاجأة ان يؤكد الشرع على هذه الاتفاقيات و التوقيع على استمرار العمل فيها و يزيد عليها تنازلات للكل من تركيا و اسرائيل ما عيروا به النظام السابق و لم يفعله مقابل دعم بقائه على الكرسي حتى ان كذبة بيع الجولان الصقوها بوزير الدفاع آنذاك كانه لم يكن هناك رئيس البلاد و هو القائد العام القوات المسلحة اليوم من اجل تبرير التنازل عن الجولان وصل بهم الكذب الى زرع فكرة ان الجولان تم احتلاله عام 1973 و نفس السبب المقرف و لا اخلاقي بغض النظر من كان وزير الدفاع في حرب تشرين مقارنة ب حرب ال1967… لذلك لا ثورة ولا شعب و لا حرية و كرامة هو كما اكدت سابقا انقلاب للأكثرية و كرسي الحكم تبين ذلك من المطبلين له و سياسة إعلامه المذهبية و من افواه مستشاريه هو اكبر دليل على صحة ذلك ، إذا إنه حال حكامنا و ديدن شعوبنا التي تنافق استقبالاً و تشمت بهم مغادرة.