في زمن يعلو فيه صهيل الغاصب وتنهش أطراف الوطن، يمد هذا ”المحتل المختل" أذرعه الأخطبوطية إلى الجولان وجبل الشيخ والقنيطرة، يسرق ماءنا ويستنبت أمكنتنا كما يستنبت الشوك أرض الياسمين. وهناك_ مختبئون وراء أقنعة سوداء، أبناء الظلال وأصحاب الأقلام المصفقة حيث يباع الوطن على دفعات مرقمة، ببدلون الشرف بأصفار على حسابات باردة، هم ”حرفان بلا وجدان" تجار الأختام يوزعون إذن الدنس كأنه ورق رسم.
يا شعب سورية الأبي يا أبناء الأربعة عشرة مدينة، يا أبناء الحضارة والتاريخ، ياحماة الفجر وبناة الأمل، إن استرجاع التراب لايقبل المهادنة: مقاومة الكلمة والضمير واجب، وحماية الماء والذاكرة فريضة. لم ولن نسمح أن تدنس الأرض ببراثن المحتلين، فلننهض صفا واحدا متكافلين متضامنين متآخين متحابين معتصمين بحبل الله جميعا دون تفرق، زائرين بصوت عريض ومنطق مدروس مطالبين بتحرير كل ذرة من ترابنا، لأن الكرامة لا تشترى ولا تباع ولا تهان.
مفكر كاتب حر، محلل سياسي وإعلامي سوري سابق في الغربة.