شهدت طهران اجتماعا استثنائيا جمع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألكسندر لافرنتييف. الاجتماع جاء في وقت حرج من التحولات الإقليمية، مع تصاعد التحديات والضغوط الغربية، ليشكل منصة لتنسيق جهود دعم سوريا واستقرارها وإعادة بناء مؤسساتها.
بدأت المحادثات بين إيران وروسيا، ثم توسع الاجتماع ليضم العراق، في خطوة رمزية وأمنية تؤكد رغبة الأطراف الثلاثة في تعزيز التعاون المشترك. وقد ركز المجتمعون على الملفات الإقليمية الكبرى، وأهمها الملف السوري التي اتفق الأطراف على ضرورة منع استغلال أراضيها لأغراض إرهابية، مع تنسيق جهود اقتصادية وسياسية عابرة للحدود.
المبعوث الروسي سلط الضوء على نتائج زيارة الرئيس الإنتقالي أحمد الشرع إلى موسكو، و اللقاء الذي جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والنقاش معه حول أطر التعاون بين موسكو ودمشق، بما يشمل امكانية دعم سوريا اقتصاديا وسياسيا وحتى عسكرياَ . و البحث في الإصلاحات المحتملة داخل الدولة السورية، وسبل دعم الاستقرار، مع التركيز على مجالات الطاقة والغذاء، لتشكل هذه الجهود بداية صفحة جديدة في العلاقات الندية بين روسيا وسوريا والدول الداعمة لها.
وفق تصريحات وزارة الخارجية الإيرانية، شدد لافرنتييف، مبعوث روسيا إلى سوريا، على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا وضرورة استمرار المشاورات بين مسؤولي البلدين. كما تم التأكيد خلال الاجتماع على الموقف المشترك بشأن التطورات الإقليمية، لا سيما:
الأوضاع في غزة ولبنان وتثبيت وقف إطلاق النار بين اسرائيل وايران ولبنان .
التأكيد على الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها.
ومنع تحويل سوريا إلى منطقة لتفشي الإرهاب.
هذا التأكيد يعكس انسجامًا استراتيجيًا بين إيران وروسيا، ويعزز من قدرة الدول الثلاث على مواجهة التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة.
ركز الاجتماع على التنسيق الثلاثي لدعم الاستقرار في المنطقة وفي سوريا بشكل خاص ، حيث يمثل العراق حلقة وصل مهمة بين موسكو وطهران، فيما تؤكد إيران وروسيا استعدادها للمساهمة في دعم استقرار سوريا وفي إعادة بناء الدولة السورية عبر الدعم في شتى المجالات ولاسيما الاقتصادية . وقد أبدى المشاركون تفاؤلهم بإمكان تنفيذ مشاريع مشتركة مستقبلاَ في مجالات الطاقة والقمح والبنى التحتية، بما يعزز أمن واستقرار سوريا والمنطقة بأسرها.
يؤكد هذا الاجتماع الثلاثي في طهران على بداية مرحلة جديدة من التعاون بين إيران وروسيا والعراق، تضع استقرار سوريا ووحدة الدولة على رأس أولوياتها. ومع التنسيق الأمني المتواصل وإنجاز المشاريع الاقتصادية المشتركة، يبدو أن المنطقة أمام فرصة لتعزيز الأمن والاستقرار السياسي، بما يضمن مستقبلا أكثر أمانا لسوريا وللشعب السوري.