لقاح جديد يحقق نتائج مذهلة ضد سرطان الرأس والعنق
دراسات و أبحاث
لقاح جديد يحقق نتائج مذهلة ضد سرطان الرأس والعنق
22 تشرين الأول 2025 , 12:02 م

كشف علماء من معهد أبحاث السرطان في لندن (ICR) عن نتائج مذهلة لعقار جديد يحمل اسم «أميفانتاماب» (Amivantamab)، أظهر فعالية كبيرة في علاج السرطان المتكرر أو المنتشر في الرأس والعنق، وهما من أكثر أنواع السرطان مقاومة للعلاج.

وأشارت نتائج الدراسة التي عُرضت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبي (ESMO) في برلين، إلى أن الدواء الجديد قلّص حجم الأورام أو أوقف نموها لدى 76% من المرضى.

الأمل بعد فشل العلاجات التقليدية

يُعتبر سرطان الرأس والعنق سادس أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم، وعندما تفشل العلاجات القياسية مثل العلاج الكيميائي والعلاج المناعي والعقاقير المحتوية على البلاتين، يكون أمل المرضى في التعافي محدوداً للغاية.

لكن وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Guardian، فقد منح الدواء الجديد «أميفانتاماب» الأمل لهؤلاء المرضى بفضل نتائجه غير المسبوقة في السيطرة على الورم وتحسين جودة الحياة.

آلية عمل مبتكرة ثلاثية التأثير

يشرح كيفن هارينغتون، المتخصص في العلاج البيولوجي للأورام في معهد أبحاث السرطان، أن الدواء الجديد يعمل عبر ثلاث آليات متكاملة:

1. إيقاف بروتين النمو الورمي الذي يغذي الخلايا السرطانية.

2. تعطيل المسارات الإشارية التي تستخدمها الخلايا الخبيثة لتفادي تأثير العلاج.

3. تحفيز الجهاز المناعي ليتعرف على الورم ويهاجمه بفعالية أعلى.

ويُعد هذا الدمج بين الاستهداف المباشر وتنشيط المناعة من أبرز ما يميز «أميفانتاماب» عن العلاجات التقليدية.

نتائج الدراسة: فعالية عالية وتحمّل ممتاز

شملت الدراسة 86 مريضاً من 11 دولة، جميعهم يعانون من سرطان حرشفي متكرر أو منتشر في الرأس والعنق.

أظهرت النتائج أن استجابة المرضى ظهرت خلال ستة أسابيع فقط من بدء العلاج، وأن العقار كان جيد التحمل من قِبل معظم المشاركين، حيث كانت الآثار الجانبية خفيفة إلى متوسطة.

كما بلغت مدة البقاء دون تقدّم المرض نحو 6.8 أشهر في المتوسط، وهي فترة تعتبر طويلة مقارنة بالعلاجات الحالية.

علاج أكثر سهولة وأقل إرهاقاً للمرضى

من المزايا البارزة للعقار الجديد أنه يُعطى عن طريق الحقن تحت الجلد، وليس عبر التسريب الوريدي الذي يتطلب ساعات طويلة في المستشفى.

هذا يجعل العلاج أكثر راحة وأقل تكلفة، ويتيح إمكانية تطبيقه في العيادات الخارجية وربما في المنزل مستقبلاً، مما يمثل نقلة نوعية في رعاية مرضى السرطان.

خطوة نحو جيل جديد من العلاجات المناعية

يمثل عقار «أميفانتاماب» نموذجاً لجيل جديد من الأدوية التي تمزج بين الذكاء البيولوجي والتقنية المناعية، لتوفير علاجات أكثر دقة وأقل ضرراً.

ويؤكد العلماء أن هذه النتائج تمهد الطريق لتطوير علاجات مخصصة تستهدف أنواعاً أخرى من السرطان بنفس النهج الثلاثي.

المصدر: The Guardian