محمد النوباني
هل صحيح ان هدف الزيارات المكثفة التي يقوم بها مسؤولون سياسيون و عسكريون وامنيون امريكيون لإسرائيل في هذه الأيام هو منع نتنياهو من القيام بعمل عسكري لتدمير أنفاق غزة كما تدعي مصادر امريكية مطلعة قي واشنطن؟!.
الجواب قطعاً لا كبيرة لأن نتنياهو قد حاول تدمير تلك الإنفاق من خلال قصفها بأحدث ما في الترسانة العسكرية الامريكية من صواريخ وقنابل خارقة للتحصينات على مدار عامين متواصلين من الحرب دون أن يحقق سوى نجاحات ضئيلة جدا في هذا المجال.
بناء على ذلك فإن تحليل المعطيات المتوفرة يشير إلى أن هنالك ثلاثة اهداف مرجحة لتلك الزيارات:
الأول: إستكمال الترتيبات اللازمة لوضع خطة ترامب بتهجير سكان غزة إلى مصر والاردن وإقامة الريفيرا حيز التنفيذ بالمقدمات التي تحدثت عنها خطة وقف إطلاق النار خاصته.
الثاني: مساعدة إسرائيل على تحقيق بقية اهداف الحرب وفي مقدمها تفكيك حركة حماس ونزع سلاحها بمشاركة عربية.
الثالث: وكما لا يستبعد أن يكون من بين اهداف تلك الزيارات هو التمهيد لتوجيه ضربات عسكرية امريكية- إسرائيلية مشتركة لكل من ايران واليمن ولبنان والعراق لكي يتسنى لأمريكا إحكام السيطرة على الشرق الاوسط وإستخدام تلك السيطرة ضد روسيا والصين وبالتالي لمنع العملية الموضوعية الجارية لتشكل عالم متعدد الاقطاب.
ولعل التواجد العسكري الامريكي الكبير وغير المسبوق في المنطقة وشحنات الأسلحة الضخمة واليومية التي تنقلها طائرات نقل امريكية عملاقة بشكل يومي إلى إسرائيل ومرابطة أكثر من عشر طائرات تزود بالوقود امريكية في القواعد الامريكية تشي بأن الحرب باتت قريبة.