كشفت شركة DEEP الدولية للهندسة عن مشروعها الثوري الجديد — محطة بحرية متطورة تحمل اسم «فانغارد» (Vanguard)، تم بناؤها على قاع المحيط لتكون موطنا دائما للعلماء والباحثين.
هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في مجال استكشاف أعماق البحار، إذ سيمكن الباحثين من العيش والعمل تحت سطح البحر لفترات طويلة في بيئة آمنة ومريحة.
راحة العلماء في أعماق البحر
يأتي «فانغارد» بتصميم فريد يشبه حاوية الشحن الكبيرة، لكنه مجهز بأحدث التقنيات العلمية وأعلى معايير السلامة. المحطة تتسع لأربعة علماء وتتيح لهم العيش والعمل على عمق يصل إلى 50 مترا تحت سطح البحر.
بعكس المحطات القديمة التي كانت قاسية ومحدودة الراحة، ركّز فريق التصميم على توفير بيئة مريحة تساعد العلماء على تحمل العزلة الطويلة، فقد أضيفت نوافذ بانورامية تقلل الشعور بالاختناق، وأضواء مدروسة تخلق إحساسا طبيعيا، وحتى ستائر قماشية وأقمشة ناعمة تمنح المكان طابعا منزليا.
الأمان قبل كل شيء: درع مقاوم للأعاصير
تتميز المحطة ببنية قوية للغاية، إذ تم تصميمها لتحمل أعنف الظروف الجوية بما في ذلك أعاصير من الفئة الخامسة.
ويبلغ وزن «فانغارد» أكثر من 200 طن، وتُثبَّت على قاع البحر بواسطة ركائز فولاذية ضخمة تمنع أي حركة أو انزلاق حتى في أشد العواصف.
وسوف تخضع المحطة لسلسلة من الاختبارات الدقيقة قرب الميناء، قبل أن يتم إنزالها إلى قاع البحر للتحقق من جاهزية أنظمتها الكهربائية والميكانيكية.
بداية عصر جديد في استكشاف المحيطات
يشير سكوت أولسون، مدير برنامج DEEP في الولايات المتحدة، إلى أن «فانغارد» ليست سوى الخطوة الأولى ضمن سلسلة من البيئات البحرية المتطورة التي ستُحدث ثورة في علم المحيطات.
كما أوضح نورمان سميث، المدير التقني للشركة، أن هذا المشروع يمثل «لحظة فخر تاريخية» لفريق العمل بأكمله، إذ سيتيح للعلماء تجارب غير مسبوقة في بيئة طبيعية حقيقية بعيدًا عن قيود الغوص القصير أو المحطات السطحية.
التكنولوجيا البحرية في خدمة العلم
اعتمد المهندسون في تصميم «فانغارد» على أحدث تقنيات الصناعات النفطية والغازية، التي تشهد تطورا هائلا في مجال المركبات والغواصات تحت الماء، هذه التقنيات تضمن كفاءة التشغيل وسلامة الطاقم حتى في أقسى البيئات.
وبمجرد اكتمال الاختبارات، ستبدأ عمليات التدريب للعلماء على إجراءات التشغيل والسلامة والطوارئ، إيذانا ببدء مرحلة جديدة من الحياة العلمية في أعماق البحار.
مستقبل العلوم في الأعماق
يمثل مشروع «فانغارد» رمزا لعصر جديد من الاكتشافات البحرية، حيث يلتقي الإبداع الهندسي بالشغف العلمي في بيئة واحدة تحت الماء، هذه المحطة ليست مجرد مختبر، بل منزل العلماء في قلب المحيط — خطوة جريئة نحو فهم أعمق لعالمنا الأزرق.