الكشف عن سر لغز الأمطار البلازمية في الغلاف الجوي للشمس
منوعات
الكشف عن سر لغز الأمطار البلازمية في الغلاف الجوي للشمس
26 تشرين الأول 2025 , 12:29 م

قد يبدو الأمر شعريا، لكن الشمس بالفعل تتساقط عليها أمطار، وإن كانت من نوع مختلف تماما. لا يشبه هذا المطر مياه الأرض، بل هو مطر من البلازما فائقة السخونة، مكوّن من عناصر مثل الحديد والسيليكون والمغنيسيوم، ويتدفق عبر الغلاف الشمسي الخارجي المعروف باسم الهالة الشمسية (Corona).

حسب دراسة جديدة أجراها باحثون في معهد الفلك بجامعة هاواي (IfA)، تساعد هذه الأمطار في رصد خطوط المجال المغناطيسي للشمس، إذ تتبع البلازما المشحونة كهربائيا مسارات الحقول المغناطيسية وتشكل أقواسا ضخمة يمكن أن تصل أطوالها إلى خمسة أضعاف قطر الأرض.

ماذا يعني "المطر على الشمس"؟

يشبه المطر الأرضي من حيث السقوط: تتكون أمطار الهالة من كتل كثيفة وباردة نسبيا تتساقط من الهالة إلى سطح الشمس.

يختلف كليا في طبيعة المادة: هذه الكتل ليست ماء، بل غازات مشحونة كهربائيا ودرجة حرارتها بالملايين.

يكشف المغناطيسية الشمسية: البلازما تتبع الحقول المغناطيسية، ما يجعل الأقواس الضخمة مرئية.

الاكتشاف الجديد: دور تغير توزيع العناصر

درس الفريق توزيع العناصر الكيميائية المختلفة في الهالة الشمسية وسمحوا له بالتغير بمرور الوقت، بدلا من الافتراض السابق بأن هذه التوزيعات ثابتة.

النتيجة:

تبدأ أمطار الهالة في التكثف بعد 35 دقيقة فقط في المحاكاة، مقارنة بالساعات أو الأيام التي كانت مطلوبة في النماذج القديمة.

التغيرات في الحديد والسيليكون والمغنيسيوم تؤثر على فقدان الطاقة الإشعاعية، مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في درجة الحرارة عند قمة الحلقات الهالوية وتحفيز تأثير تبريد متسلسل، مسببا سقوط المطر البلازمي

يقول لوك بينافيتز، طالب دراسات عليا في الفلك وشارك في الدراسة:

"رؤية النماذج تتطابق مع الملاحظات الحقيقية للشمس عند السماح للعناصر بالتغير مع الوقت يجعل الفيزياء تبدو حية وواقعية."

تداعيات الاكتشاف على فهم الشمس

يشير العلماء إلى أن هذا الاكتشاف لا يفسر المطر الشمسي فحسب، بل قد يكون له أثر على فهم آليات تسخين الهالة الشمسية، وهو أحد أكبر ألغاز الفيزياء الشمسية.

يقول جيفري رييب، عالم فلك مشارك في الدراسة:

"قد نحتاج للعودة إلى لوحة الرسم فيما يخص تسخين الهالة، وهناك الكثير من العمل الجديد والمثير ينتظرنا."

الشمس "تمطر" بلازما شديدة السخونة من الهالة إلى السطح.

تغير توزيع العناصر في الهالة يسرّع تكوّن هذه الأمطار.

الاكتشاف يعزز فهمنا للمجالات المغناطيسية والهالة الشمسية وتسخينها، ويفتح أبوابا جديدة لدراسة الشمس وأثرها على النظام الشمسي.