دواء غير هرموني جديد لتخفيف أعراض انقطاع الطمث
منوعات
دواء غير هرموني جديد لتخفيف أعراض انقطاع الطمث
26 تشرين الأول 2025 , 14:10 م

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن موافقتها على استخدام دواء جديد يُدعى إلينزانيتانت (Elinzanetant)، يهدف إلى تخفيف الهبّات الساخنة والتعرق الليلي لدى النساء بعد انقطاع الطمث، بعد أن أثبت فعاليته في تجارب سريرية أجريت في جامعة فرجينيا (UVA Health) وعدة مراكز بحثية حول العالم.

الدواء الجديد لا يحتوي على هرمونات أو إستروجين، ويُعد خيارا ثوريا للنساء اللواتي لا يستطعن أو لا يرغبن في استخدام العلاج الهرموني التقليدي بسبب آثاره الجانبية أو موانع الاستعمال.

فعالية الدواء ونتائج التجارب السريرية

في التجارب السريرية المعروفة باسم Oasis Trials، شاركت مئات النساء تتراوح أعمارهن بين 40 و65 عاما ممن يعانين من هبّات ساخنة متوسطة إلى شديدة.

تم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين:

مجموعة تناولت 120 ملغ من إلينزانيتانت يوميا لمدة 26 أسبوعا.

مجموعة تناولت عقارا وهميا لمدة 12 أسبوعا، ثم انتقلت لتناول الدواء الفعلي لمدة 14 أسبوعا.

النتائج كانت سريعة ومبشرة:

خلال الأسبوع الأول فقط، لوحظ انخفاض ملحوظ في عدد الهبّات الساخنة وشدتها.

بحلول الأسبوع الثاني عشر، تحسنت جودة النوم والمزاج بشكل كبير لدى غالبية النساء.

لم تُسجل آثار جانبية خطيرة، وكانت الأعراض البسيطة الأكثر شيوعا هي الصداع والتعب.

كيف يعمل إلينزانيتانت؟

الدواء يعتمد على آلية مزدوجة تعمل على تثبيط مستقبلين عصبيين في الدماغ مسؤولين عن تنظيم الحرارة والمزاج.

هذا التأثير المزدوج يساعد على تقليل الإشارات العصبية التي تسبب الهبّات الساخنة ويحسن في الوقت ذاته جودة النوم والحالة النفسية.

وقالت الدكتورة جوان ف. بينكرتون، مديرة قسم صحة منتصف العمر في جامعة فرجينيا وقائدة الدراسة في الولايات المتحدة: «أكثر من ثلث النساء يعانين من أعراض انقطاع الطمث المزعجة التي قد تستمر لأكثر من عقد، مما يؤثر سلبا على حياتهن اليومية. والآن، بفضل هذا الدواء الجديد، بات لديهن خيار آمن وفعّال دون الحاجة إلى العلاج الهرموني».

لماذا تحتاج النساء إلى بدائل غير هرمونية؟

تُعتبر العلاجات الهرمونية بالإستروجين العلاج الأكثر فعالية لأعراض سن اليأس، لكنها قد لا تناسب جميع النساء، خاصة اللواتي لديهن:

تاريخ مرضي من الجلطات الدموية أو السكتات الدماغية.

أنواع من السرطان الحساسة للهرمونات مثل سرطان الرحم أو الثدي.

أو ببساطة لا يرغبن في تناول الهرمونات لأسباب شخصية.

الدواء الجديد إلينزانيتانت يقدم بديلا آمنا، إذ لا يؤثر على التوازن الهرموني للجسم ولا يزيد خطر الجلطات أو السرطان.

تحسين النوم والمزاج وجودة الحياة

إضافةً إلى تقليل الهبّات الساخنة، أظهرت الدراسات أن إلينزانيتانت يُحسن من نوعية النوم ويخفف من القلق والتقلبات المزاجية المرتبطة بانقطاع الطمث.

وذلك بفضل آلية عمله على مستقبلات السيروتونين والنورإبينفرين، مما يعيد توازن الجهاز العصبي الذي يتأثر بانخفاض الإستروجين.

خطوة جديدة في دعم صحة المرأة

يمثل هذا الدواء تقدما مهما في مجال طب الغدد الصماء وصحة المرأة، حيث لطالما كانت العلاجات غير الهرمونية محدودة في مواجهة أعراض انقطاع الطمث.

وأكدت الدكتورة بينكرتون: «هذا إنجاز كبير في تمكين النساء من التحكم في صحتهن خلال منتصف العمر. من الضروري أن نستمع إليهن ونقدم لهن خيارات علاجية تتناسب مع احتياجاتهن الفردية».

دواء إلينزانيتانت يمثل نقلة نوعية في علاج أعراض انقطاع الطمث، فهو يجمع بين الفعالية، الأمان، وتحسين جودة الحياة — دون الحاجة إلى الهرمونات.

ومع موافقة FDA عليه رسميا، أصبح بإمكان ملايين النساء حول العالم الاستفادة من هذا العلاج الجديد الذي يضع راحة المرأة وصحتها في المقام الأول.

المصدر: The Conversation